يقوم الإعلام الرياضى بدور کبير فى نشر الأخلاق الرياضية، وعن طريقه يمکن إعادة المجتمع الرياضى إلى المنهج الصحيح وذلک بالحرص على نشر الموضوعات والبرامج الرياضية الهادفة والنقد البناء، ومناقشة المشاکل الرياضية وإيجاد الحلول لها. وتأکيد الإيمان الکامل بأن الرياضة فوز وخسارة وامتلاک الروح الرياضية, وتقبل النتائج، والعمل الجاد المتواصل لتحسينها وفقاً للأنظمة والقوانين، وبناء نظام رياضى سليم. إضافة لدوره المهم بتصحيح السلوکيات الخاطئة کالتعصب الجماهيرى بأسلوب تربوى.
إلا أنه فى الفترة الأخيرة أتهم الإعلام الرياضى بأنه حاد عن دوره الأساسى, وأصبح محرکاً أساسياً للتعصب, والاحتقان فى الشارع الرياضى المصرى، من خلال مشارکة الإعلاميين المتعصبين لألوان الأندية، والصحف وما بها من عناوين مثيرة، والمواقع الالکترونية وما تحويه من أخبار مغلوطة، والتأثير المحتمل لذلک کله على الجماهير,وخاصة الصغار والشباب منهم.
لاحظت الباحثة التغير الذى طرأ على المجتمع المصرى فى الفترة الأخيرة، ووقوع عديد من أحداث العنف نتيجة التعصب الرياضى الذى انتشر مؤخراً، والدور الخطير الذى يمارسه الإعلام الرياضى وخاصة من خلال البرامج والمواد التليفزيونية الرياضية فى الفضائيات المصرية، وما تقدمه من مبالغة وإثارة وتبادل للاتهامات، وملاسنات بين مقدمى البرامج وضيوفها, ولذا رأت الباحثة القيام بهذه الدراسة للتعرف على کيفية مواجهة البرامج الرياضية فى الفضائيات المصرية لمشکلة التعصب الرياضى، ورأى القائمين بالاتصال فى الإعلام الرياضى, فى دور هذه البرامج فى تناول هذه القضية المهمة.
إضافة لمعرفة رأى عينة من جمهور المشجعين المتحمسين, فى روابط الأندية (الالتراس) فى الخدمة الإعلامية، التى تقدمها البرامج الرياضية التليفزيونية فى الفضائيات المصرية، ومدى تناولها لمشکلة التعصب، وإسهامها فى مکافحة هذه الظاهرة السلبية، أو التشجيع عليها, ولذلک تتلخص مشکلة الدراسة الحالية فى الإجابة على تساؤل رئيسى هو:
"کيف يمکن للبرامج الرياضية فى القنوات الفضائية المصرية أن تقوم بدور فى مواجهة مشکلة التعصب الرياضى؟".