شهدت السنوات الأخيرة تطوراً سريعاً فى ميدان تکنولوجيا الاتصالات الحديثة، وأصبح هذا العصر يعرف بعصر المعلومات والتقنية الرقمية، وامتد ذلک التطور إلى مجال الإعلام وترک تأثيراً واضحاً عليه، حيث ظهرت على الساحة الإعلامية مصطلحات عديدة، کالإعلام الجديد، الإعلام البديل، الإعلام الرقمى، الصحافة الإلکترونية، المجموعات الإخبارية، الموقع الإلکترونى، ومواقع التواصل الاجتماعى. مما خلق ضغوطاً متزايدة على دراسات وبحوث الإعلام فى السنوات حتى تتواکب مع ذلک التطور التکنولوجى وأصبحت تلک المفاهيم، هى المفاهيم الشائعة فى کثير من دراسات الإعلام، والتى سعت إلى الإجابة عن تساؤلات عديدة تدور حول کيفية تعامل الجمهور مع هذه التقنيات الحديثة، ودراسة التأثيرات المختلفة لتلک الوسائل الجديدة على المجتمع والجمهور.
فى ظل التحديات التى تواجه بحوث ودراسات الإعلام لمواکبة التطور التکنولوجى، زاد بشکل ملحوظ عدد الدراسات والبحوث التى تفسر علاقة الجمهور بالإعلام الجديد، والتعرف على تأثيراته المختلفة، مما أصبح هناک ضرورة لدراسة الإتجاهات البحثية والجوانب المنهجية والنظرية لبحوث ودراسات الإعلام الجديد وعلاقتها بالجمهور، وعليه تحددت المشکلة البحثية للدراسة الحالية کالتالى: "رصد وتحليل المداخل الفکرية والأطر النظرية التى تناولتها دراسات وبحوث الإعلام الجديد.
وتنبع أهمية الدراسة من کونها تهتم بالاتجاهات الحديثة فى دراسات الإعلام، ألا وهى دراسة العلاقة بين وسائل الإعلام الجديد وتأثيراتها، کما أنها تتيح للباحثين فرصة التعرف على الأطر النظرية المختلفة التى استخدمت فى بحوث الإعلام الجديد، مما يسهل عملية اختيار المدخل الفکرى أو الإطار النظرى لبحوث مستقبلية فى مجال الإعلام الجديد، والتعرف على کيفية توظيف تلک الأطر النظرية لخدمة تلک البحوث. کما أن الدراسات السابقة التي حصرتها الباحثة حول تحليل بحوث الإعلام الجديد، قامت بتحليل بحوث فى مجال معين کالإرهاب، أو العنف أو الأزمات، وبحوث أخرى حللت عناصر عدة، کالمناهج البحثية والمجالات والأطر النظرية والمفاهيم التي تناولتها تلک الدراسات، ولکن الدراسة الحالية رکزت على الأطر النظرية فقط، أى أنها تمثل مصدراً يعتمد عليه فى اختيار المداخل النظرية لبحوث الإعلام الجديد.