تسعي الدراسة إلى إلقاء الضوء على مصادر الشريعة الإسلامية وعلاقاتها بمفهوم النزاهة في القضاء، کما توضح تأثير الشريعة الإسلامية على النظم القانونية وأداء الوظيفة القضائية. وتبحث في أحکام الشريعة الإسلامية المتعلقة بأخلاقيات القضاء، والتي تعتبر النزاهة متطلباً قانونياً جوهرياً للتعيين في الوظيفة القضائية.
وتوضح الدراسة أن مفهوم النزاهة القضائية يتکون من مزيج من القيم التي تتصل بصفات الشخص المعني، وتدلل على ذلک من خلال البحث في مصادر الشريعة الإسلامية التي تعالج مفهوم النزاهة، خاصة شروح أدب القاضي، وتتعمق في تحديد صفات القاضي الواردة في رسالتي الخليفة عمر ابن الخطاب والخليفة علي ابن أبي طالب عن القضاء. کل ذلک بهدف بلورة مفهوم النزاهة في نظام العدالة الدولية.
کما تؤکد الدراسة أن النزاهة عامل أساسي لتسيير العدالة على النحو الأکمل، وأن أحکام الشريعة الإسلامية تتبنى أعلى المعايير التي ترسخ مفهوم النزاهة، وتعتبره قيمة معنوية وأحد المتطلبات القانونية الأساسية لتولي الوظيفة القضائية. وتشير إلى أنه إذا تغاضى النظام القضائي عن الأخلاقيات المهنية، فإنه لن يستطع أن يستحوذ على ثقة العامة في مدى عدالة وموضوعية قراراته وأحکامه.
وتخلص الدراسة إلى أن معايير الشريعة الإسلامية بشأن النزاهة القضائية - الراسخة في مصادرها المختلفة - من الممکن أن تسهم في تطوير مدونة سلوک قضائي نموذجية على نحو يکرس معايير الأخلاقيات القضائية، ويرسخ ثقافة النزاهة في النظم القضائية ذات الصلة.