يرجع ازدهار القومية في أمريکا اللاتينية(البرازيل- المکسيک- الآرجنتين) إلى ثلاثة عوامل أولها خصوبة وتنوع موسيقاتها الشعبية والدارجة، وثانيها وجود أجيال من المؤلفين الموهوبين والمتمکنين ممن أقبلوا على هذه الموسيقات بحماس وطني وفني ليلتمسوا فيها منابع إلهامهم، وتعرف أغلبهم عليها من مصادرها الأصلية وفي بيئاتها الطبيعية، وثالثها قيام أجهزة الأداء الموسيقي کالأورکسترات وفرق البالية والأوبرا في إطار حکومات رعتها وحرصت على تشجيع الموسيقا القومية ونشرها محليا ودوليا، ولقد شهد القرن العشرين اتجاها قويا بين مؤلفي أمريکا اللاتينية للتحرر من سيطرة الفکر الموسيقى الاوروبي وشجعتهم حکوماتهم على ذلک.
ويعتبر مانويل بونس(1882-1948) Manuel Ponce رائد الحرکة القومية المکسيکية في الموسيقا فهو مؤسس موسيقاها الحديثة، کرس لها خبراته المتعددة من دراساته في إيطاليا وألمانيا وفرنسا، ووجه طاقاته کمؤلف ومعلم وباحث في الفولکلور وعازف (للبيانو والأرغن) لدفع الموسيقا بها، کما کتب مؤلفات مستوحاه من الموسيقا الشعبية بأسلوب رومانسى للبيانو والجيتار والأورکسترا.
ولقد تميزت مؤلفات مانويل بونس للبيانو بإستخدام النماذج الإيقاعية المتعددة والتنوع في الأفکار اللحنية والاهتمام بالتظليل والمصطلحات التعبيرية والتقنيات العزفية، ومن هذا المنطلق هدفت تلک الدراسة إلى تحديد التقنيات العزفية التى تحتوى عليها مازورکا البيانو (عينة البحث) وبإستخدام المنهج التحليلي للتقنيات العزفية للمازورکا رقم (1، 6)، وتوصلت النتائج إلى بعض المفاهيم المتأثرة بالهوية الأوروبية والهوية الفرنسية تحديداً وأشکال مختلفة من التقنيات العزفية للبيانو وکيفية الاستفادة منها فى عملية التعليم الموسيقى لدارسي البيانو.