إن الفن الشعبي هو محصلة الثقافة الحياتية الفطرية البسيطة التي عاشها الإنسان في مجتمع له ضوابطه ومعاييره الثقافية وهو الفن الذي يختص بمفردات تحدد شکل وجوهر اللغة الخاصة به ، وبمجاله وبخاصة في محيط الإدراک البصري وفنون المرئيات الشکلية ، وهو محصلة الخطوط والعلامات والعلاقات اللونية والأشکال والرموز التي لها دلالتها السيکولوجية والتي يمکن قراءتها بسهولة نتيجة المعايشة الثقافية والألفة بتلک الرموز والأشکال التي استخدمت فيها الخامات بشکل مبسط .
إن مفردات هذا الفن البسيط التلقائي الفطري ترتبط بالخطوط والألوان والوحدات والعلاقات والأنظمة والمضامين والتشکيلات والتحويلات الفنية ، واللغة والرمز والسلوکيات ، حيث يتم الصياغة لتلک المفردات من خلال أوعية التشکيل الجمالي المختلفة کالجدران - والأحجبة والتمائم ، والطقوس والوشم والتعاويذ والشعائر والتي يمکن توظيفها وصياغتها کحلول تشکيلية متنوعة من خلال بعض الفنون أو الحرف الشعبية .
وتناول الباحث بعض رموز الفن الشعبي المصري لإظهار العديد من الصياغات التشکيلية المبتکرة لتلک الرموز من خلال محاولات التجريب القائمة علي استلهام هذا الفن المتميز للوقوف على مقوماته والعمل علي إظهار روح الموروث الشعبي وعمل مجموعة من المشغولات الفنية التي تحمل في أشکالها أساليب متعددة مستلهمة من رموز الفن الشعبي المصري ومقوماته برؤية ابتکارية معاصرة ، تميزت في النهاية إلي التوصل إلي أبعاد فلسفية مختلفة ونتاج تعليمي متميز.