تأتي هذه الدراسة کمحاولة لتطبيق المفاهيم النظرية لهذا الاتجاه علي أحد مسرحيات صلاح عبد الصبور، وهي مسرحية "الأميرة تنتظر". والمسرحية تعتمد علي الرمز بشکل کبير وهي لا ترتکز علي موضوع أسطوري بشکل مباشر،و تعتمد من ناحية التکنيک علي تداخل مستويات الحدث، حيث أنتهج صلاح عبد الصبور نهج الکاتب الإيطالي لويجي بيرانديلو، من خلال توظيف تکنيک المسرح داخل المسرح من خلال إعادة الأميرة ووصيفاتها تمثيل الوقائع والأحداث المنقضية والمرتبطة باغتيال الملک، والتيمات المضمونية للنص المسرحي تلقي الضوء علي الواقع السياسي العربي في فترة الستينيات، والتحليل النماذجي هنا يستهدف الکشف عن البنية الأسطورية التي يتأسس عليها هذا النص. وتتبع جملة المطاوعات والتحويرات التي طرأت عليها من خلال حضورها المضمر في النص المسرحي، وکذلک التعرف الترسبات الأسطورية في هذه المسرحية، والکشف عن الأبعاد الدلالية والتيمات المضمونية للنص المسرحي من خلال الإشعاع الناتج عن حضور العناصر الأسطورية. وقد أسفر التحليل عن وجود العديد من الصور الفطرية والبدائية في المسرجية، کما ارتبط البناء الدرامي في المسرحية بالهيکل الأساسي لأسطورة جاسون وميديا والفروة الذهبية، حيث أمکن رصد مظاهر التماثل والتشابه بالرغم من حالة التجلي المضمر للهيکل الأسطوري في المسرحية، وقد ظهر أن تجلي العناصر الأسطورية في أعمال صلاح عبد الصبور يبدو خافتاً بعض الشيئ، مما يعني أن المطاوعة التي تأتي کنتيجة للمعالجة الدرامية لتلک العناصر تصبح في أعلي درجاتها.