التناص مع ألف ليلة وليلة
في مسرحيات العصر الذهبي الاسباني
(مسرحية الحياة حلم لکالديرون نموذجًا)
أثرت الحضارة العربية في الأندلس في کافة مناحي الحياة العلمية والثقافية والأدبية ، وکان للتراث العربي المتمثل في کتاب ألف ليلة وليلة أثراً کبيراً على الأدب الاسباني في عصر النهضة ، حيث تعد من أکبر الموسوعات القصصية التي فتن بها الکتاب الأوربيون لما فيها من خيال وإبداع ومعاني انسانية تتعدى حدود الزمان والمکان ، فأصبحت مادة خصبة وثرية ينهل منها الکتاب المسرحيون على مر التاريخ ليضيفوا إليها دلالات تلائم أفکار عصرهم. ومن أشهر الکتاب الأسبان الذين استلهموا ووظفوا حکايات ألف ليلة وليلة (کالديرون دي لا بارکا) الذي استطاع أن يستقي منها الکثير من العناصر الأسلوبية مع إضافة دلالات توظيفية جديدة لتصبح مسرحية (الحياة حلم) احدى أفضل أربعين مسرحية عالمية على مر التاريخ. وهو ما يؤکد على مدى تميز وتفرد ألف ليلة وليلة مما يجعلها تضاهي الياذة هوميروس التي استقى منها الکتاب اليونانيون أعظم أعمالهم .