تعتبر المراهقة فترة حرجة في حياة الفرد يکون فيها عرضه لتأثير البيئة الاجتماعية المحيطة، وتزداد احتياجاته وطموحه في التميز والظهور، وينعکس ذلک علي سلوکياته، ويفترض هذا البحث أن الاضطرابات السلوکية الاستهلاکيه التي يظهرها المراهق ما هي إلا انعکاس لمقدار الخلل في الدعم الاسري الذي تمنحه الاسرة اياه، وللتحقق من صحة هذا الفرض احصائياً فإنه تم اعداد ادوات البحث المتمثلة في استمارة البيانات العامة للاسرة ، مقياس الدعم الاسري بابعاده (المعرفي- المادي- المعنوي)، واستبيان الاختلالات السلوکية الاستهلاکية بمحاورها (شراهة الاستهلاک- الاستهلاک الضار بالصحة-الطلب الغير وظيفي علي السلعة)، وقد تم تطبيق هذه الادوات علي 358 مراهق من مستويات اجتماعية واقتصادية مختلفة، واتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي، وخلصت النتائج إلي ارتفاع مقدار الدعم الاسري المعرفي، والکلي في الحضر عن الريف، بينما ارتفع الدعم المادي في الريف عن الحضر، وقد ارتفع مقدار الدعم المادي أيضا بزيادة الدخل الاسري، کما تأثر هذا النوع من الدعم بمستوي تعليم الام لصالح مستوي التعليم الاعلي، ولم يظهر تأثير لأي من طبيعة عمل الاب او الام، أو نوع المراهق، أو عمره أو حتي حجم الاسرة علي شعوره بهذا الدعم، وتؤکد النتائج علي دلاله ارتباط المحاور المختلفة للاختلالات السلوکية سلباً مع الدعم الاسري للمراهقين، حيث زادت حدة الاختلالات السلوکية الاستهلاکية مع زيادة الدخل الشهري للأسرة، وقد دفع غياب الام (المتوفيه) المراهقين نحو الاستهلاک الضار بالصحة، ومما سبق تصبح فرضية البحث صالحة لتفسير الاختلالات السلوکية الاستهلاکية بين المراهقين، ويکمن الحل لمعالجة مثل هذه الاختلالات في اشباع حاجات المراهق المعنوية (النفسية )، والمعرفية والمادية.