تبين لکثير من الدول المتقدمة بأن المؤسسات الجامعية التقليدية لم تعد قادرة على تحقيق مسؤولياتها وأدوارها الجديدة باستخدام أنماط التعلم التقليدية فظهر مفهوم التعليم عن بعد، والفصول الإفتراضية، والجامعة الإلکترونية والتعلم الإلکتروني، والتعلم المدمج إلى أخر هذه التوجهات الأکاديمية الإلکترونية، لذا هدفت هذه الدراسة إلى وضع تصور مقترح لتطوير التعلم المدمج بجامعة الملک عبدالعزيز في ضوء الاتجاهات العالمية الحديثة، حيث تطرقت الدراسة إلى التعريف بمفهوم التعلم المدمج وأهميته وخصائصه وعوامل نجاحه وکيفية تطبيقه، کما تناولت الدراسة تجربة التعلم المدمج في بعض الجامعات العالمية من جهة والعربية والمحلية من جهة أخرى وکيفية الاستفادة منها، کما خرجت الدراسة بتصور مقترح يتم بموجبه تطوير وتجويد التعلم المدمج بجامعة الملک عبدالعزيز في ضوء الاتجاهات العالمية الحديثة ومعايير الجودة الشاملة، وإبراز فوائد التوجه نحو التعليم المدمج اقتصاديا، وتعليميا، واجتماعيا، ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحثين المنهج الوصفي التحليلي معتمدًا على نتائج البحوث والدراسات السابقة التي تم نشرها في هذا المجال.

 
خلصت الدراسة إلى موافقة الخبراء المختصين على المقترح بنسبة تجاوزت 91% تدعو للاطمئنان لأرکان ورکائز هذا المقترح لتجاوز النسبة حد الانحراف المعياري الأول في المنحنى الاعتدالي. وقد أکد المقترح على أن التعلم المدمج والإلکتروني في جامعة الملک عبد العزيز في تطور مستمر رغم التحديات الصعبة التي تواجهه؛ ولکن لم يصل إلى المستوى المطلوب والمرغوب الذي نأمله، لذا فهو بحاجة إلى ضبط معاييره وجودته وذلک بتطبيق أبعاد التصور المقترح بصورة شاملة ليساهم في تطور العملية التعليمية في ربوع الجامعة وفروعها.
وأوصت الدراسة بضرورة البدء بتأهيل وتدريب أعضاء هيئة التدريس على دمج التعلم الإلکتروني مع التقليدي في صوره التعلم المدمج مع الالتزام بمعايير الجودة والاعتماد الأکاديمي المحلي والعالمي. وکذلک اعتماد استراتيجية التعلم المدمج في تدريس عدد من المقررات التعليمية بالکليات.