يبحث الفنان دائما عن مداخل جديدة وغير تقليدية في تقديم فلسفته ومفاهيمه من خلال اعماله الفنية. وظهر توجه معاصر يبحث عما وراء الاشکال والعناصر والجماليات بل يهتم بالمختفي والغامض والحسي والوجداني وکل ما هو غير خاضع للقياسات يحوي هذا الفن الفکر المخفي والباطني الذي يغلفه کل ما هو معلن، وعلى وفق نتاج الفکر الإنساني قد يکون نابعا من الحقيقة المطلقة والقيمة الازلية ويعتبر الفن اللامرئي من الاتجاهات المعاصرة التي ظهرت مؤخرا في أواخر الالفية وتم الاقبال عليه من الفنانين التشکيليين لإمکاناته وقدرته على تغيير نمط الفن التقليدي بأسسه وقواعده. يحاول هذا البحث الإجابة على ماهية الفن اللامرئي وتوجهاته ومغزاه وفلسفته ويستعرض اهم الفنانين واهم الاعمال الفنية التي ظهرت محملة بفکر وفلسفة الماورائيات. وتکمن مشکلة البحث في وجود أعمال فنية تحمل مفاهيم ومعاني غير واضحة بصريا تملؤها الدهشة والغرابة يصعب وصفها وتأويلها دلاليا بالقياسات والمعاير التقليدية المتعارف عليها في وصف وتحليل المنتج الفني. کذلک يحلل البحث الاعمال الفنية تحليلا جماليا وفلسفيا بما يتماشى مع غرابة الطرح الغير بصري ومحاولة تأويله. يهدف هذا البحث الي الوصول لحلول إبداعية تشکيلية من خلال مصادر غير تقليدية وتوجهات معاصرة. ويفترض هذا البحث وجود رابط بين الفعل المدرک والمعني الغير مدرک بصريا في الفن يمکن الاستفادة منه ابداعيا. کما يمکن الوصول لجذور الفن اللامرئي بالبحث في الفنون التراثية. وکذلک يفترض بأن هناک أبعاد فلسفية وجمالية وراء ظهور الفن اللامرئي. وترجع أهمية هذا البحث الي کشف غموض رموز الأعمال الفنية اللامرئية وأبعادها الفلسفية. وإضافة مداخل جديدة للإبداع في مجال الفن. وکذلک إثراء المکتبات العربية بتوجه جديد وغير مطروح.