بالرغم من أن "الفن الشعبي عالمي الطباع والأسلوب حيث تتقارب جميع الفنون الشعبية في رموزها وألوانها وأشکالهاوجوهرها، لأنها مرتبطة بالمجتمع والإنسان" إلا أن هناک فارق کبير بين مقومات المجتمع والبيئة في کل بلد عن الآخر، فتکاد تکون المفردات والوحدات والعناصر التشکيلية واحدة إلا أن القانون المنظم والإيقاع لوجدان الفنان الشعبي يظهر أثره واضحاً في تنوع الانتاج الفني واختلافه من بلد لآخر، طبقا لانتمائه وهويته. حيث ينفرد الفن الشعبي المصري بمجموعة من السمات والخصائص الفنية التي تميزه عن باقي الفنون، کما يمتلک العديد من المفردات والرموز والوحدات والأشکال والزخارف التي ترتبط بفکر وثقافة المصري، کعروسة المولد والکف الشعبي والرقص بالتنورة، کما تحتوي الفنون الهندية على زخارف منتشرة في العديد من المجالات مثل النسيج والعمارة والمعابد والتحف المعدنية والأزياء التي تجذب المتلقي بألوانها التي تتميز بالقوة والقيمة العالية. من هذا المنطلق يسعى البحث للخروج من الإطار التقليدي لإنتاج اللوحات الزخرفية، وتحقيق أحد أشکال التواصل الحضاري وتقارب الثقافات الفنية في مجال التصميم الزخرفي، الذي يعد أکثر الميادين الفنية اتباعاً للاتجاه التجريبي، في محاولة لإيجاد حلول تشکيلية متعددة لإنتاج تصميمات زخرفية مبتکرة، تعتمد على الصياغة الجمالية والتشکيلية لمختارات من مفردات الفن الشعبي المصري والفن الهندي، ومحاولة الدمج بينها وتجميعها في تکوينات متجانسة ومتناسقة، ذات علاقات تشکيلية مبنية على أسس التصميم وقواعده، وتحدد مشکلة البحث في التساؤل الاتي: ما امکانية الإستفادة من مفردات الفن الشعبي المصري والفن الهندي في اثراء التصميمات الزخرفية لطلاب الماجستير بجامعة أسيوط؟