للصناعات الإبداعية دوراً هاما ومؤثرا في التنمية الاقتصادية وتعزيز الدخل القومي لما لها من صبغة إنسانية مميزة تسهم في تکوين وتأکيد التنوع الثقافي وتتخطي أبعاد الزمان والحدود، مما يسهم في فتح أسواق عالمية تدعم مشاريع ريادة المستقبل وتساعد على نموها، حيث توجد فجوة کبيرة جدا فيما بين الشمال والجنوب في الاهتمام والاستفادة من هذه الصناعات، لذا أصبح من الضروري تعزيز القدرات المحلية لإعادة اکتشاف بعض هذه الصناعات أو الحرف التقليدية وتقديمها بشکل معاصر يتناسب ومتطلبات الوقت الراهن.
ولما کانت تلک الثورة التکنولوجية المتجددة والتي تفتح بالفعل آفاقا مثيرة للإبداع، تفرض وجودها في کل المجالات بشکل متنامي، جعل من الضرورة إلزامية إعمالها في تطوير تلک الصناعات، بشکل کيفي وکمي، يسهم في تقديمها بشکل معاصر مع الحفاظ على البعد التراثي وتأکيد الهوية، بدلا من ان تکون أداة تؤدي الى اندثارها وألتأثير السلبي عليها.
فثقافة المجتمعات هي عنوان تطورها وتقدم الدولة يقاس بمدي دعمها لمشاريع ريادة المستقبل، حيث لا معنى لتقدم أي مجتمع ما لم يمتلک قطاعاً ثقافياً متطوراً يقوم على صناعات ثقافية حقيقية أساسها الإبداع والابتکار لتسهم بشکل فعلي في تنمية وتعزيز الاقتصاد، وتعظيم الانتشار والتوسع الثقافي.
وتتميز سلطنة عمان بعدد کبير ومتنوع من الصناعات التقليدية، التي يمکن ان تکون صناعات إبداعية يعتمد عليها کمصدر دخل داعم للاقتصاد القومي، ولکن ومع التطور التکنولوجي والإنتاج المميکن بدأت هذه الحرف في التراجع بشکل کبير.