تعتبر عناصر الطبيعة من أکثر المصادر التي يستقي منها الفنان أفکاره ثراءًا وتنوعًا، وليس المقصود بعناصر الطبيعة هو مظهرها الخارجي فقط، وإنما النظم والتراکيب المکونة لبنية الشکل الخارجي، وبتطبيق ذلک على بنية جسم الإنسان بما تحتويها من مفردات وصياغات، نجد أنها مصدرًا غنيًا من مصادر الاستلهام التي يمکن أن يلجأ إليها الفنان في ممارساته الفنية، حيث تمتلک العديد من المقومات التشکيلية والجمالية التي توضح قدرة الله تعالى في خلقه، وهو ما يلهم الفنان من خلال التفاعل مع تلک المقومات فينتج مجالًا ثريًا للدراسة والتجريب غني بالحلول التشکيلية.  والبحث في النسيج التشريحي لبنية الجسم الإنساني وما يحظى به من مقومات تشکيلية وعلاقات جمالية يمکن أن يبرز التواصل بين الفن التشکيلي والنظريات العلمية، وکيفية توظيف ذلک التواصل في صيغ فنية، وقد قام البحث الحالي على دراسة بنية جسم الانسان کمصدر يمکن لدارسي الطب البشري أن يستقوا منه موضوعات فنية تتناسب وطبيعة دراستهم.  وقد خلصت الدراسة بعد التحليل إلى أن الحالة الإبداعية التي صاغها الفنانين في أعمالهم المعتمدة على مفردات بنية الجسم الإنساني تعتبر محفز جيد للتجريب، کما أن تطبيق التجربة على غير المتخصصين يساعد في ربط التربية الفنية بالمجالات الأخرى.