التعبير سلوک إنساني يأتي نتيجة دافع يکمن في النفس وهذا السلوک لا يخضع للتکوين الداخلي فقط وإنما يخضع أيضا لتلک العوامل الخارجية من البيئة المحيطة بالفنان والمؤثرات الاجتماعية من حوله والعلاقات الإنسانية التي يتفاعل معها والمسائل الأخلاقية التي يتعايش بها مع الآخرين والتي تتفاعل معه وتؤثر فيه وتکون لدية الرصيد الإبداعي وکلها عوامل لها أثرها في إيجاد الدوافع وتحقيق الانفعالات  ، وهو ما دعي الفنان في کثير من الأحيان إلي ان يرتفع إلي مستوي التعبير عن مضمون العمل الفني محاولا ان يستنبط صور تخرجنا من عالم الشکل الطبيعي إلي الحقيقة والانتقال من صورتها العرضية إلي أشکالها الجوهرية أو ما اسماه عز الدين إسماعيل " تصوير ما يمکن تسميته بالموضوع الداخلي "    والسلوک ذو الطبيعة التعبيرية يؤدي إلي الإبقاء علي الطاقة الانفعالية لدي الفنان وهو هنا يتحکم فيها ويوجهها إلي البناء والقيام بمهام التحويل والترکيب  والاختيار والتحکم في النظم وتنسيقاتها من اجل تحقيق الإبداع تحقيقا موضوعيا وهو ما يؤکده جون ديوي في ان "هذه الحالة – الاختيار والتنظيم – تعد تعبيرا کما ان الانفعال الذي يرتبط بالموضوع المترتب علية أو الذي يتداخل معه هو في صميمة انفعال جمالي "  يصنعه الفنان بالطريقة أو الأسلوب الأدائي المناسب فقد يکون عن طريق الاستخدام الواقعي للمفردات والعناصر أو بالتخلص من الأشکال الواقعية للتعبير عن المضامين والأفکار والمعاني وما في أعماق الأشکال من حقائق کامنة تخالف أو تناقض الحقيقة البادية للعيان وتکون أکثر دلالة عليها من خلال التوصل إلي إبداع رموز متحررة من تمثيل الواقع ليعلق أهمية علي لمسات الفرشاة لإبداع صورة أصلية من الأفکار والإشکال المجردة محملة بتعبيرات ومعان خاصة