تميز الفن في عصر الحداثة وما بعد الحداثة بکونه فنا متأثرا بمنتجات العلم و الثورة المعلوماتية إلي جانب تأثره بسرعة التقدم التکنولوجي الذي أصبح يشکل ملامح الحاضر والمستقبل الذي تضاءل معه الفاصل الزمني بين النظريات العلمية وتطبيقاتها التقنية واسعة المدى  والذي تشعب تأثيرها إلي جميع مجالات الثقافة والفنون بنفس القدر والقيمة فقد أدي الاستخدام الواسع للنظم الالکترونية وانتشارها علي مستوي الحياة اليومية إلي تطوير سريع في إبداع الفنون ، کما أثرت بطريقة مباشرة في أداء الفنان وخاصة بعدما أصبح الاستخدام الالکتروني جزء من منظومة الإبداع الفني ، حيث أصبح ينظر للفنون التي تستخدم الوسائط الالکترونية أنها مجال التجديد والابتکار ، وأنها " کشف فني معادل للکشوف العلمية الکثيرة ، يعبر عن روح العصر ويحمل سماته حيث بدأ يظهر في معارض الفن الحديث في موجات جارفة حطمت الفواصل بين الفنون ، فأصبح لفظ العمل الفني تعبيرا يطلق علي أعمال تؤخذ من هذه الفنون وتشکل إبداعا يجمع من براعتها التکنيکية وسائل تعيين علي تکثيف التعبير "  (محمد بريک ياسين -2005 ص21) وبفضل مهارة الفنان ورؤيته المستحدثة وتفهمه لدور التطور الالکتروني في المجتمع ، انعکس ذلک علي العمل الفني  فأبدع محسوسا جماليا ذا کيفيات حسية خالصة تعين علي تکوين الموضوع الجمالي من خلال تجربة جمالية استطيقية هي ذاتها تجربة الفنان