تمثل البنية التکوينية لرسوم العصر الحجري، والتي تميزت بأسلوبها التجريدي الفطري، والذي اتضح من خلال الموضوعات المختلفة التي جسدها الفنان البدائي على أسطح جدران الکهوف والحجارة الجرانيتية وعلى جنبات الوديان بمنطقة العوينات وتحديداً بوادي "کرکور طلح". ويُفهم من هذه البنية التکوينية لتلک الرسوم أن الخامة التشکيلية (الأکاسيد الملونة) تميزت بتفردها کونها طبيعية، وهو بدوره ما أضفى على تلک الرسوم طابعاً جمالياً خاصاً ميزها وجعلها فريدة. فيما شکلت الخطوط في هذه الرسوم عنصراً أساسياً لإبرازها، فقد مثل محيطاً لمساحة معينة أو شکل معين تارة، أو آداة لتحديد الحرکة وامتداد الفراغ تارة أخرى، هذا فضلاً عن أشکاله المتنوعة التي تُثري الرسوم البدائية (مستقيم – منکسر – منحني – الخ..). وقد شکلت أيضاً ملامس الحجارة المرسوم عليها تلک الرسوم خصائص سطحية مميزة، بحيث ربطت بين قوة الملمس، وإدراک البصر لدى المتلقي لهذه الرسوم، فکان الملمس عنصراً أساسياً في استکمال الشکل بصرياً. بينما شکل الفراغ في تلک الرسوم بُعداً جمالياً إدراکياً، بحيث يُدرک من خلاله أبعاد الطول والعرض والعمق، فيما شکل أيضاً مساحة في العمل الفني تحددها خطوط المادة والقيمة الضوئية للعناصر في العمل الفني.