لقد بدأت فنون العالم في صورة بسيطة ، فکان الخط أول وسيلة للتعبير عن الإنسان ، بل وما زال يمثل صورة هامة للتعبير الإنساني ، حتى أن بعض الفنانين لم يترددوا في أن يجعلوه أساس الفنون جميعاً ، فالخط من أقدم وسائل التعبير الفني ، وهو أول ما ألفه الإنسان من عناصر التشکيل ، حيث کان وسيلته الأولى عندما شعر بالرغبة في التعبير عن نفسه وانفعالاته عن العالم المحيط به ، قبل ثلاثين ألف سنة مضت ، فرسم وحفر صور الأشکال التي ترکت انطباعاً مؤثراً في نفسه ، بخطوط تتميز بالبساطة والعفوية على جدران وأسقف الکهوف التي سکنها ،لاحظ الشکل ( 1 ) فضلاً عن أن الخط  صورة التعبير الأولى للطفل في مراحل نموه الأولى ، ولذا يرى هربرت ريد : " أن الفن بدأ بالرغبة في رسم خطوط ما ، وما زال يبدأ هذه البداية لدى الطفل "1، وقد بقي التخطيط  أو الرسم بقلم الرصاص " الإسکتش " هو بداية الأعمال الفنية . انظر الشکل  ( 2 ) ، والمعيار الجمالي للحکم على مدى إمکانية وقدرة الفنان الهاوي والمحترف على الإبداع . والواقع إن الطب النفسي اليوم يستخدم الخط  ليتعرف من خلاله على أبعاد الشخصية الإنسانية واضطراباتها و دواخلها  فعندما نغضب أو نتوتر أو تشرد أذهاننا نرسم خطوطاً على الورق وغالباً ما تمثل هذه الخطوط على نحو غير مباشر حالاتنا الذهنية والسيکولوجية من سعادة ، وحزن ، وهدوء، وغضب، وانتظار، واستشراف وهکذا فالخط  نشأ من إحساس صادق لطبيعة الأشياء .    ناهيک عن أن الخط ليس إنشاء من قبل الفنان فهو موجود في الطبيعة بصور کثيرة ومتنوعة "والفنان الذي يتمتع بالوعي والإحساس والخيال  لقادر على تحسس کل جميل في مکونات الطبيعة من أشجار وسهول ..وأنهار وطيور و منها يستلهم العناصر الأصيلة في عمله الفني " 2 ، وعليه استلهم کلاً من الخط الأفقي من انبساط الأرض والخط الرأسي من النخيل والأشجار والخط المنکسر من الجبال .