Subjects
-Tags
-Abstract
ترجع إلى جامع "إبن طولون" ((876-879 ميلادية)) فى مصر، النماذج المبکرة من الأنماط الزخرفية الهندسية التى تعرف بـ"الأطباق النجمية" . تلک التى"تعتمد أساساً على دوائر متماسکة مع بعضها، بحيث يحيط بکل وحدة منها ستة دوائر،وفى الداخل من کل دائرة توجد دائرة صغيرة ...،أما النجمة الثمانية فتقوم زخارفها على أساس دائرة داخل دائرة أکبر منها يشترکان معاً فى مرکز واحد نشأ عن تقاطع أقطارهما مع خطوط خارجية لمثمن داخل الدائرة الصغيرة."(1). يستخدم الفنان فى هذا الأسلوب عنصرا أساسياً ،مثل "المربع "،يضاعفه بالتناظر فى اتجاه محورين ، لينتج التخطيطات المعقدة. ولقد أدرک الفنان التحولات التى ينتهى إليها شکل" المضلع" والتى تتمثل فى الدائرة". وظل هذا الأسلوب يمثل إبتکاراً ميز جمالية الشرق ،بنمط کونى - قوى التأثير ،ويقبل أن يصبح بمثابة المساحة المشترکة للحوار المتبادل والمنفتح بين شعوب العالم، ولخلق الحوار بين الثقافات. ويشهد تاريخ الفن على نفوذ الابتکارات التى توصل إليها الفنان فى نقوش مسجد" إبن طولون" حتى تحولت إلى وسيلة للحوارالعالمى ،بين ثقافتين أو أکثر .حول ماهية الفن والجمال. وأراد العديد من الفنانين استکشاف البنية الترکيبية لمثل هذه النقوش، لإعادة تشکيل «تصوراتهم»، وإعادة التفکير فى «القيم الفنية التقليدية» بهدف إنشاء فضاء حوارى تتقاسم فيه المعانى الجديدة. وکان السبيل إلى ذلک هو اختصار «الزمن» و«الجغرافيا» للسماح للتعبيرات البصرية التى تنتمى لثقافات مختلفة ،مهما تباينت أو تعارضت ، بأن تتحاور وتلتقى،انطلاقاً من مبدأ قابلية «الحقيقة » باستمرار للتغيير.وقطعاً من المتوقع فشل أى حوار ، تسبقه الأفکارالمنغلقة، حول الفن ،فتعزله عن مرجعياته البصرية والمفاهيمية . وسوف يصبح الفن أکثر تميزاً وثراء وحيوية،وجمالاً، بقدراشتماله على أفکار عديدة منسجمة فى نسق واحد،وبقدر تضمن العمل الفنى للقيم التى لها صداها فى ثقافات مختلفة.ويمکن لثقافة مجتمع أن تستفيد من ثقافة مجتمع آخر،إذا ما استطاعت ان تتخلى عن مبدأالمبالغة فى «تفردها»، وإذا ما شعرت بالاحترام تجاه الثقافات أخرى ، انطلاقا من مبدأ أنه ليست هناک حضارة عالمية بالمعنى المطلق ،وإنما الحضارة تعنى التعايش بين ثقافات متنوعة .وفى أواخر القرن التاسع عشر کان الفنان الفرنسى"بول جوجان" Paul Gauguin قد أجرى عمليات إعادة تشکيل أسلوبه التوليفى فى الفن،من الخطوط المحيطية الثاقبة ذات الانحناءات الإيقاعية التى تؤطرالأشکال، بالتحاور مع تقاليد فنية من ثقافات "غيرغربية"،رغبة فى التوصل إلى اللوحة التى تتشکل من وحدة جمالية بسيطة. وکان يبحث عن «جنته الساحرة»التى لم يعثرعليها فى تقاليد الفن الغربى وإنما عثرعليها فى الأنماط الشرقية التى تحتفل بفکرة «النقاء».وهکذا تصبح النماذج التراثية مثل نقوش" المسجد الطولونى" فى مصر، مرجعاً للإلهام بالأساليب والأنماط الجديدة من الفن.وليس هناک شک فى أن أصالة الفن المصرى فى کل عصوره ظلت مصدراً للاستعارات ، وعنصراً أساسياً من مکونات الحوار بين الثقافات. و"فى عصرعالمية وسائل الاتصال،سوف تعرض المنتجات الثقافية ومنها الفن، على جمهورمتعدد الثقافات،وسيصبح التراث الفنى فى المتناول على الصعيد العالمى. والحقيقة أن الفن يشتمل على تقاليد فنية عديدة،وان تجاهل التنوع يجعلنا نتحيز لثقافة معينة على نحو مبالغ فيه ،بل وعلى حساب ثقافة أخرى
DOI
10.21608/amesea.2015.71115
Authors
MiddleName
-Affiliation
کلية التربية الفنية جامعة حلوان
Email
-City
-Orcid
-Link
https://amesea.journals.ekb.eg/article_71115.html
Detail API
https://amesea.journals.ekb.eg/service?article_code=71115
Publication Title
المجلة العلمية لجمعية امسيا – التربية عن طريق الفن
Publication Link
https://amesea.journals.ekb.eg/
MainTitle
إعادة اکتشاف أنماط زخارف الطبق النجمى