يسعى مخططو المدن في الوقت الحالي إلى تحويل المدن القائمة إلى مدن ذکية بهدف مواجهة التحضر السريع والتحديات المرتبطة به. وقد أدى التحضر السريع وزيادة عدد السکان إلى فرض الکثير من الضغوط على البنى الأساسية للمدن والخدمات التي تقدمها. ويتطلب التحضر الحالي منهجيات قوية وتخطيطاً مبتکراً لتحديث الحياة الحضرية. وتعزز العديد من المدن جودة الخدمات الحضرية عن طريق إضفاء الذکاء عليها من خلال التقنيات الحديثة. وبالتالي يظهر دور المخطط في مواکبة عصر التکنولوجيا ووضع حلول تخطيطية تناسب الاحتياجات المستقبلية للمدن، وذلک من خلال وضع أسس علمية لتحويل المدن الجديدة القائمة إلى مدن ذکية للتغلب على مشکلات المدن الجديدة القائمة ولتحقيق الاستقرار فيها. وتقترح الدراسة منهجية لتحوّل المدن المصرية الجديدة إلى مدن ذکية لما لها من فرص واضحة عن غيرها من المدن القديمة القائمة، وتقدم المنهجية المقترحة أربع مراحل للتحول إلى الذکاء تم استخلاصها من خلال الدراسات النظرية وبعض التجارب السابقة؛ حيث تقدم الورقة البحثية في الشق النظري رصداً مميزاً لماهية المدينة الذکية ومفاهيمها المختلفة ومتطلباتها وأهدافها وتطبيقاتها والتحديات التي تواجه تطبيقها، وکذلک متطلبات تخطيطها وطرق تقييمها، کما تتناول الورقة البحثية دراسة أهم التجارب العربية في تحويل المدن القائمة إلى مدن ذکية في محاولة لتحديد إيجابيات وسلبيات کل تجربة واستخلاص مجموعة من النتائج. ثم تتناول الدراسة في الشق العملي المتمثل في الدراسة الميدانية تطبيقاً للمنهجية المقترحة على مدينة المنيا الجديدة في محاولة لرصد الوضع الراهن للمدينة وملامح الذکاء الموجودة بها وتوضيحاً لأهم المشاکل بالمدينة، ثم تحديد أولويات القطاعات المطلوب تحويلها، ويتم ذلک من خلال استبيان يوزع على المختصين والمسؤولين والأهالي، وينتهي البحث بتحليل تلک الدراسات للوصول إلى النتائج ووضع التوصيات النهائية.