جاء البحث الحالي محاولة للتأكيد على ما تحظى به كتابات المستشرقين من اهتمام الدراسات فى معظم التخصصات ذات الصلة بالإنسان والأمة، هويتها وثقافتها، عقيدتها وفكرها، تاريخها وحضارتها وأثر ذلك على الوعى العربى، بإستثناء المجال التربوى الذى يشكو من ندرة واضحة فى تناول كتابات المستشرقين. ولأن التربية هى المعنية بتغيير السلوك الإنسانى بهدف أن يكون الغد أفضل، وبما يحقق آمال المجتمع وطموحاته، ويساعد أفراده على مواجهة التحديات المعاصرة. ومن ثم، فإن الحاجة تبدو ملحة إلى القيام باستعراض كتابات المستشرقين، وأهم القضايا التى تم التركيز عليها فى كتاباتهم، وتحديدًا قضية اللغة العربية لما تحظى به من خصوصية تمس هوية الأمة وثقافتها، والتداعيات التربوية لتلك الكتابات فى المجالات الفكرية والثقافية والسياسية، وكيفية التعامل معها فى الواقع التربوى واقتراح ما يلزم من آليات تربوية تؤسس للممارسات السليمة التى تحفظ الإدراك والوعى الصحيح للنشء، وتحمى اللغة العربية وتحافظ عليها. وقد توصل البحث إلى أنه على الرغم من المؤشرات الدالة على تَردِّى حالة اللغة العربية منهجًا، وتدريسًا، وإتقانًا فى مراحل التعليم المختلفة، إلا أنه كان لنظرة المستشرقين للغة العربية صدى فى ميدان التربية، فقد زادت تداعيات آراء المستشرقين الجدل حول قضية اللغة العربية وصعوبتها وقدرتها، وأضافت بعدًا جديدًا لمشكلة اللغة فى التعليم تمثل فى ظهور إشكاليتى الازدواجية بين الفصحى والعامية والثنائية اللغوية بين الفصحى وغيرها من اللغات الأجنبية.