المسئولية الاجتماعية ذات طبيعة خلقية اجتماعية دينية لأنها التزام خلقي نحو الجماعة. وتعتبر تنمية المسئولية الاجتماعية حاجة اجتماعية بقدر ما هي حاجة فردية. والجامعة مسئولة عن تنمية المسئولية الاجتماعية ورعايتها لأنها المؤسسة العلمية المنوطة ببناء شخصيات الطلاب والمنوطة بالبحث العلمي وجودة الحياة. وتساهم مؤسسات أخرى في تنمية المسئولية الاجتماعية مثل وسائل الإعلام ومؤسسات التعليم قبل الجامعي. وتنمو وتتحقق المسئولية الاجتماعية في وسط تربوي مناسب. تتحدث الصحف ووسائل الإعلام عن الذين اقترضوا من البنوک بدون تقديم ضمانات کافية وتسهيلات من کبار رجال البنوک وتسللوا هاربين خارج الدولة، کما تتحدث عن أناس تاجروا في العملة وسببوا خسارة للاقتصاد الوطني، وآخرين شارکوا في هدم قيم وضياع جيل من الشباب. والحقيقة أن هذه الجرائم وغيرها حدثت في المجتمع نتيجة انعدام المسؤولية الاجتماعية والطمع والأنانية ويرجع ذلک إلى فساد في کثير من مؤسسات المجتمع بما فيها مؤسسة التعليم وغياب القدوة الحسنة. المسؤولية الاجتماعية هي مسؤولية الفرد الذاتية عن الجماعة التي ينتمي إليها والدولة التي يعيش على أرضها والرباط العاطفي الذي يجعله ينفعل بها ويتوحد معها وحرصه على تماسکها.