تُعرف اليقظة العقلية بأنها إستحضار الإهتمام الکامل للخبرات التي تجرى في اللحظة الراهنة، أي الترکيز على الأفکار والمشاعر والمثيرات والوعي بها، دون إصدار أحکام عليها أو تفسيرهاBrown & Ryan, 2003; Kabat-Zinn, 1990; Linehan, 1993; Marlatt & Kristeller, 1999. ويعرفها ويلس (فى: محمد السيد عبد الرحمن 2014) بأنها حالة من الوعي بالأحداث الداخلية المصحوبة بالتقييم المستمر دون الإستجابة لها، وقد نشأ هذا المفهوم من التقاليد الروحية الشرقية التي تُشير إلى أن اليقظة العقلية يمکن تطويرها من خلال الممارسة المنتظمة للتأمل، والتي من المرجح أن تؤدي بدورها إلى صفات إيجابية في الشخصية الإنسانية مثل الوعي، والبصيرة، والحکمة، والرحمة، ورباطة الجأش (Goldstein, 2002; Kabat-Zinn, 2000).
 الإکتئاب هو أحد الإضطرابات الوجدانية الأکثر إنتشاراً، والأکثر تأثيراً على الوظائف الإنفعالية والإجتماعية والبيولوجية للفرد، ويسود لدى الأفراد الذين يعانون من الاکتئاب التفکير السلبي والنظر السلبية للماضي والحاضر والمستقبل، وانعدام الإهتمام واللذة  وفقد الرغبة في الإنخراط في الأنشطة الممتعة، ويرافق هذه الأعراض النفسية إضطراب في عدد من الجوانب الجسمية مثل الشعور بالتعب وصعوبة الترکيز، وضعف القدرة على التعامل بفعالية مع تحديات الحياة اليومية، ويلاحظ هؤلاء الأفراد وجود تدنى واضح في مستواهم المعتاد أو المطلوب من الأداء وغالبا ما يستمر المزاج المکتئب بسبب الردود التي تولده أو تثيره مثل محاولات المواجهة التي غالباً ما تبقى سلبية، والميل إلى الإنخراط في أي من: التجنب أو إجترار الأفکار المتکرر، الأمر الذي يزيد إحتمالات تدهور الحالة المزاجية، ويؤدي اليأس المرتبط بهذه الظروف في عدد کبير من الحالات الى التفکير في الإنتحار أو الإنتحار فعلياً.