يحاول البحث الحالي بالدراسة والتحليل الکشف عن الموجهات الفکرية المحددة للمعايير التربوية والعوامل المرتبطة بها، ففکرة المعايير لم تظهر فجأة أو بطريقة ارتجالية وإنما ظهرت نتيجة سلسلة من الحرکات وکان ورائها العديد من التوجهات الفکرية، کما يتناول البحث أهم الدروس المستفادة من حرکات الإصلاح السابقة لحرکة المعايير التربوية، حيث توصلت الدراسة إلى أن : الدول المتقدمة - الولايات المتحدة الأمريکية - عندما وجدت نفسها في خطر وأن نظامها التعليمي ينهار أعادت ترتيب أولوياتها واهتمت بالتربية والتعليم کمدخل للإصلاح ، معتمدة على مدخل المعايير کمدخل للتطوير والإصلاح، وکان هذا المدخل مناسبا لظروف واحتياجات المجتمع الأمريکي، أما في مصر فقد تم الأخذ بهذا المدخل؛ نتيجة لمسايرة الدول المتقدمة ومواکبة التغيرات السياسية والاقتصادية، وبالتالي فقد تم استيراد نماذج وتجارب أمم أخرى ، تختلف تطلعاتها ويختلف واقعها عن واقع وتطلعات المجتمع المصري وخصوصيات ثقافته،  لذلک فإن إصلاح التعليم من خلال مدخل المعايير يتطلب تغييرا حقيقيا في تصور سياسات التعليم، وفي إدارة عملياته في مستويات مختلفة، وفي الممارسات التعليمية التي يقتضيها تغييرا يکون مرتبطا ومتسقا مع الأهداف الأساسية المنشودة في إصلاح التعليم وفق متطلبات الواقع والاحتياجات الحقيقية للمجتمع المصري.