تُعد دراسة قضايا التعليم في مجتمع متنوع الثقافات ، بهدف التعرف على التباين والتنوع بين الثقافات المختلفه للطلاب الذين يتعايشون معاً في بيئة صفية ومدرسية واحدة ، من القضايا المهمه التي يزداد الاهتمام بها يوما بعد يوم. ولما کان المجتمع الکويتي يمتاز بتعدد الجنسيات، وتنوعها؛ لدرجة أن المواطنين يعدون أقلية؛ مقارنة بالعدد الکبير من الوافدين من عرب، وأجانب؛ فقد يوجد في البيئة الصفية طلاب من ثقافات، وخلفيات اجتماعية متعددة؛ ليس من حيث اللغة فحسب؛ وإنما قد يتعدى الأمر ذلک إلى العادات، والتقاليد، وطرائق التفکير. ونظرًا إلى أن النظام التعليمي أساس رکيزة الاستقرار في المجتمع؛ لما يبثه من قيم، وأفکار، وممارسات؛ فهذه الدراسة ترمي إلى محاولة تعرف طبيعة التعليم متنوع الثقافات؛ وبخاصة ما يتعلق بممارسة الحرية الدينية؛ کأحد الجهود التي يمکن أن تسهم في تخفيف حدة التوتر المجتمعي الذي قد يحدث؛ بسبب کثير من العوامل. وعليه تحددت أسئلة الدراسة فيما يأتي: ما طبيعة النظام التعليمي في مجتمعات التعددية الثقافية ؟، وما واقع الحرية الدينية في نظم التعليم متنوعة الثقافات ؟ ، وکيف تجرى ممارسة الحرية الدينية في الأنظمة التعليمية المختلفة ؟ وکيف تجرى تهيئة المعلمين للتعامل مع تنوع المعتقد لدى الطلاب؟ اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي في تناولها موضوع التنوع الثقافي، والديني، واعتمدت على الطريقة النوعية في جمع البيانات، وتحليله، واتبعت الدراسة – أيضًا - أسلوب تحليل المحتوى الذي يسمى – کذلک -بتحليل الوثائق ؛ لجمع المعلومات. وبعد تقديم الإجابات الوافية عن أسئلة الدراسة ، وتحليلها ، خلصت الدراسة إلى أن : الممارسات التربوية المختلفة في النظم التعليمية التي تمت دراستها ؛ لابد من التعامل معها تبعًا لخصوصية البيئة، وطبيعة الفضاء الثقافي الذي توجد فيه؛ فکل تلک الممارسات نشأت، وتطورت، ونضجت، وتم تقبلها في سياق مجتمعي خاص بها؛ ومن ثم ففهم ذلک السياق يُعد شرطًا قبليًّا لازمًا، إذا ما أردنا الاستفادة منها في النظام التعليمي بدولة الکويت؛ لنمضي قدمًا في تطوير مرئياتنا الخاصة حيال هذه القضية.