إن الحراک الشعبي کان له تأثير قوي على الطابع المعماري للمباني في مصر، فمرت مصر بعدة ثورات مجتمعية وأحداث ومتغيرات سياسية، ولما للعلاقة الوطيدة بين العمارة والسياسة فلقد کان لتحولات الأطر السياسية الناتجة عن الحراک الشعبي المتمثل في الثورات المجتمعية انعکاس قوي على العمارة المصرية، حيث تتمثل المشکلة البحثية في انه عند تفحص الموقف المصري المعاصر نجد أن العمارة تأثرت بالواقع المصري تأثراً قويًّا وأنعکس تأثير للثورات المجتمعية والمتغيرات السياسية على العمارة المصرية فنتج العديد من السلبيات والإيجابيات. والهدف من البحث يتمثل في محاولة الإجابة على سؤال هام وهو: هل کان للثورات المجتمعية وللمتغيرات السياسية تأثير على العمارة المصرية؟ ويتمثل الهدف البحثي في محاولة معرفة مدى تأثر العمارة المصرية بالثورات المجتمعية، واستنتاج سمات العمارة المصرية وتحديد الطرز المعمارية المختلفة تطبيقا على العمارة المصرية قبل قيام الثورات حيث الاحتلال الإنجليزي لمصر 1882م وحتى ثورة 30 يونية 2013 أي من الفترة (1882 الى 2020). وتتمثل أهمية البحث في الاستفادة من الدروس الناتجة عن التجربة المعمارية المصرية واستخلاص سمات الطرز المعمارية المتعددة والتوصل إلى مسببات التصميمات المعمارية مما يؤدى إلى معرفة کيفية التحکم فيها. وتعتمد المنهجية البحثية على منهج تحليليي مقارن في رصد وتحليل نماذج معمارية معاصرة لتلک الاحداث والثورات وفقا لتحقيقيها عدة معايير منها (أن تکون داخل نطاق الدولة المصرية، أن يکون تم تصميمها وانشائها خلال فترة الحکم التي تتبعها، أن تکون نماذج تم بنائها تبعا للحکومة أو مباني عامة تبعا للقطاع الخاص، تجاهل جنسية المصمم، أن يکون الطراز المعماري للنماذج هو الطراز المعماري السائد في تلک الفترة)، ثم تحليل العلاقة ما بين الثورات المجتمعية وبين التوجهات المعمارية لتلک النماذج.