تُعد جدلية الاندماج بداخل العالم المعرفي أمراً بالغ الأهمية، فإن ما نشهده اليوم من ثورة معلوماتية بدأت تغير وجه العالم تماماً، ففي القرن الحادي والعشرين انتشر مصطلح المدن الذکية ، وأصبح (في الکثير من الأدبيات) مرتبطا بالاستدامة وبتکنولوجيا المعلومات والاتصالات، کما أنه يحمل بين طياته نفس المحتوى الذي يؤکدة العديد من المصطلحات الأخرى وخاصة، لذا تستشراف تلک المدن مستقبلها على کافة الأصعدة، وغايتها في استدامة توفير بيئة رقمية محفزة للإبتکار والمعرفه، مع مواکبة العصرنة والحداثة من خلال التخطيط والنمو الذکي والتطور التکنولوجي واليقظة الفکرية في کافة مناحي الحياة، ويعطي مفهوم "المدينة الذکية" حلولاً متفردة لجعل المدن أکثر کفاءة واستدامة.
وفي هذا الإطار أصبح البحث عن أفکار ووسائل مبتکرة للتعامل مع تلک المشکلات العمرانية والقضايا البيئية والتکنولوجية أمراً شديد الأهمية، وذلک في ظل تفاقم تلک المشکلات بحيث لا تستطيع الأفکار والوسائل التقليدية التعامل معها. لذا تتناول الدراسىة البحثية التعرف على "المدن الذکية" بمفاهيمها ومتغيراتها ومتطالباتها، واستکشاف مدى امکانية استخدام هذا الاتجاة التنموى للتعامل مع قضايا العمران الحضري، وتهدف الدراسة البحثية إلى وضع آلية لتحول المدن إلى مدن ذکية مستدامة بما يتوافق مع معدلات التسارع الحضري والتحول المنهجي والتدريجي إلى المدن الذکية المستدامة.