شهدت البيئة الطبيعية في مصر بکونها جزء من المنظومة البيئية العالمية العديد من التغيرات وخاصة في ربع القرن الماضي والتي شملت تغيرات مناخية وقضايا التلوث واستنزاف للموارد وفقد للتنوع البيولوجي وقضايا استهلاک الطاقة، وکان لابد من ظهور انعکاسات واستجابات لهذه التغيرات في کافة مجالات الحياة وبخاصة على المنتج المعماري والعمراني المصري. وفي إطار السباق العالمي للحفاظ على البيئة من التلوث ولاسيما الملوثات الناجمة عن محطات توليد الطاقة التقليدية، ظهرت الحاجة الماسة للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. ولا تزال الأنظمة الحکومية والهندسية تعتمد على النظم التقليدية والمتأخرة عن اللحاق بالرکب المتطور عالميا بأنظمة الطاقة المتجددة، وفي هذا السياق يظهر الدور الريادي للمعماري الواعي والمدرک لأهمية تطبيق تلک النظم في الحفاظ على الأنظمة البيئية من التلوث الناتج عن استخدام النظم التقليدية لتوليد الطاقة من محطات إقليمية. ويهدف البحث إلى إلقاء الضوء على إمکانية تطبيق الاستراتيجيات الجديدة لتحسين کفاءة استهلاک الطاقات بالمباني، من خلال الترکيز على أحد مداخل التصميم البيئي التي تستهدف التوافق مع التغيرات البيئية التي تؤثر على البيئة الطبيعية المصرية کجزء من البيئة العالمية بکافة أنظمتها، وهو استخدام طاقة الرياح في العمارة. من خلال تتبع التطور العالمي لأنظمة الطاقة المتجددة والتعرف على أهم ايجابيات تطبيقها واهم سلبياتها، ويتم استعراض مجموعة من التطبيقات العالمية والإقليمية لمشاريع تعتمد على توليد الطاقة من طاقة الرياح، للخروج بمجموعة من التوصيات تفيد في مجال استغلال مصادر الطاقة المتجددة في العمارة بهدف تعظيم التوجه لترشيد استهلاک الطاقة.