تتعرض المجتمعات التقليدية لحالة من التغير الثقافي السريع، نتيجة لزيادة الاحتکاک بين المجتمعات والثقافات، في عصر هيمنت فيه الثقافات الغربية وما يرتبط بها من قيم اجتماعية، وما تنتجه من عمارة، حيث تتعرض العمارة المحلية لفقدان الهوية الثقافية وزيادة تأثير الحضارة الغربية، في الوقت ذاته تعاني العمارة التقليدية من الإهمال. لذلک يهدف البحث إلى رصد أثر التغيرات المجتمعية الناتجة عن التغيرات الثقافية على البيئات الريفية بقرى دلتا مصر، برصد التحولات في المسکن وعمران القرية، في محاولة لفهم أعمق مما قد يساعد على الحد من تأثير التغير الثقافي على الثقافة المحلية ومنتجها البنائي والعمراني، وذلک من خلال بلورة إطار نظري لإنتاج عمارة ريفية محلية تحمل روح وثقافة منتجيها، وتستوعب التطورات المعاصرة وتلبي المتطلبات الإنسانية؛ وذلک من خلال دراسة نماذج بعينها من قرى دلتا مصر کمحدد مکاني، حيث رکز البحث على قرية کفر عصام، مرکز طنطا، بمحافظة الغربية کنموذج لقرية ملتحمة بالمدينة وبالتالي دائمة الاحتکاک بالحضر، وقرية ساقية أبو شعرة، مرکز أشمون، بمحافظة المنوفية کنموذج لقرية تشتهر بصناعة وتصدير السجاد اليدوي، إلا أنها بعيدة عن المدينة، قليلة الاحتکاک بالحضر، والمقارنة بينهما للوقوف على أهم العوامل الاجتماعية والثقافية التي يجب مراعاتها عند التصدي لتنمية القرية بدلتا مصر.