تقدم مستشفيات الأمراض النفسية الرعاية الصحية للمرضى النفسيين المقيمن و المترددين من الخارج کمرضى العيادة الخارجية و الذين لا يحتاجون إلى رعاية صحية مرکزة کالحالات الحرجة أو إجراء عمليات جراحية . و مع ذلک فإن الغالبية العظمى من مستشفيات الأمراض النفسية فى مصر لا تعطى فرصاً جيدة لتحسين خدمات العلاج و الرعاية لهؤلاء المرضى ، و قد يرجع أحد أسباب عدم تجاوب المرضى النفسيين مع العلاج جزئياً إلى عدم ملائمة مبانى المستشفيات النفسية المخصصة للعلاج لإحتياجاتهم الوظيفية و النفسية مما يکون له تأثيراً سلبياً على العملية العلاجية ، و هو ما يمثل تحدياً لمصممى هذه المستشفيات الذى يجب أن يراعوا النواحى الوظيفية و النفسية جيداً دون أن يطغى أحدهما على الآخر.
و من هنا جاءت أهمية تلک الدراسة التى ترسخ مجموعة من المفاهيم الخاصة بأهمية وجود فراغات للمريض النفسى بمواصفات خاصة، و إلقاء الضوء على الأسس التصميمية الواجب تطبيقها و اتباعها فى تصميم فراغات مستشفى الأمراض النفسية من قبل المصمم المعمارى الذى له دور حقيقى و فعال فى تأثيره على المريض النفسى بحيث يمکن أن يجعل علاج هؤلاء المرضى يتحقق من خلال تصميمه ، و ما يمکن أن يحدثه من تأثير للمنظور الخاص برؤية المريض لما حوله ، من خلال توفير المساندة اللازمة للمرضى و المساعدة على احتواء السلوکيات الشاذة التى قد تصدر منهم ، و توفير الخصوصية اللازمة للمريض النفسى من خلال مراعاة ذلک فى تصميم الفراغات المختلفة ، و کذلک توفير أسلوب سهل لمراقبة المرضى من قبل الهيئة المعالجة لتوفير الأمن و الآمان لهم بطريقة غير ملحوظة حتى لا يشعر المرضى بأنهم مراقبون ، مما يساعد فى رعاية هؤلاء المرضى و احتواء أى أزمة قبل حدوثها ، الإستخدام السليم لمواد التشطيبات بما يزيد من الشعور بالمناخ العائلى ، و تأکيد الإتصال بين البيئة الداخلية و الخارجية.