حظي العالم علي مدي تاريخه –القديم والحديث والمعاصر- بتراث حضاري متواصل ومستمر, وفي کل حضارة تبلغ ذروتها يصبح تجميع الطرز فيها نهجا, وغالبا ما يحدث ذلک نتيجة النهوض والتفاعل الحضاري للزمان والمکان, حيث تشهد هذه الأيام تطورات متسارعة في مختلف أوجه الحياة، الأمر الذي أدى إلى حدوث طفرة في کافة العلوم الهندسية ومنها المعمارية، هذه الطفرة أثرت بشکل کبير علي عملية الإبداع المعماري نتيجة للتقدم التکنولوجي في طرق الإنشاء ومواد البناء المختلفة. ونتيجة لهذا التقدم التکنولوجي حدث نوع من التبادل الفکري کنوع من العولمة التاريخية التي تفرض بدورها تحديات جديدة – سواء في الفکر التصميمي أو تکنولوجيا التنفيذ وکذا التعامل مع المواد الإنشائية الجديدة بکامل طاقتها، فأصبحت تفرض الجديد علي مفردات لغة العمارة في المکان والزمان. ويرکز البحث على إمکانية المزج بين العناصر الزخرفية والمصداقية في التعبير والنظام الإنشائي للمبني حيث يعمل هذا المزج علي إکساب المبنى خصائص بصرية مميزة. حيث تتمثل إشکالية هذه الدراسة في قصور المواد التقليدية (الجص ورقائق البلاستيک) في تنفيذ هذه العناصر بطريقة إنشائية وزخرفية معا في تکوين واحد بدلا من وضع تلک الزخارف بشکل سطحي، الأمر الذي يؤدى إلى سقوط هذه العناصر وانفصالها عن المبنى بمرور الوقت نتيجة لضعف تلک المواد لتحمل العوامل الجوية المختلفة والعوامل الغير طبيعية, کالرطوبة والحرائق وبعض الاهتزازات الناتجة عن الزلازل مقارنة بالمواد المعمرة الأخرى. کما أصبحت المباني في الوقت الحاضر إستعراضاً لتکنولوجيا البناء والتشييد وأصبح الترکيز أکثر على الارتفاعات وواجهات الالمنيوم وأصبح الفن العمراني والمعماري اکثر قوة وأقل انسانية وتباعدت المسافة بين الانسان والعمارة وزاد الاغتراب بينهما.