إن المتغيرات والمستجدات العميقة التي يشهدها العالم اليوم في مختلف المجالات وخاصة في مجال الأمن الغذائي نتيجة لتضاعف سکان المعمورة وللزحف على الأراضي الزراعية ولتطور سبل وتقنيات الإنتاج الزراعي لها عظيم الأثر على التعليم الفني والتقني الزراعي والذي يجب أن يواکب خريجوه متطلبات التنمية ومتغيرات سوق العمل وعليهم تقع مسئولية نشر وتوطين وتطويع التقنية التي تضمن زيادة الإنتاج وتأمين الغذاء.    تکمن المشکلة البحثية للدراسة  في أن التعليم الفني والتقني الزراعي في ليبيا يعاني من مشکلات حادة في مدخلاته وعملياته ومخرجاته، لذلک فإن الدراسة تستهدف الوقوف على الصعاب الحالية التي يعاني منها هذا النوع من التعليم في ليبيا والتي أهمها : تواضع ارتباط مناهجه وخططه مع متغيرات ومتطلبات سوق العمل – الافتقار للتدريب العملي والتطبيق الميداني – غياب التوجيه الفني والتقييم المستمر لبرامجه – عدم وجود دراسات تعالج مشاکله – ضعف البنية المدرسية- ضعف دور مؤسساته في خدمة المجتمعات المحلية –العزوف عن التعليم الزراعي- الافتقار للإستقرار الإداري والتنظيمي.... و تساهم هذه الدراسة بآراء وتوصيات يؤمل من خلالها تطوير هذا النوع من التعليم وتحديثه والتي منها: وضع مناهج تعليمية متکاملة ومرنة تواکب المستجدات التقنية واحتياجات سوق العمل تتطابق مخرجاتها بمعايير مهنية وطنية مرتبطة بالمعايير الدولية للجودة - إنشاء جهاز فني متخصص يناط به تخطيط وتصميم المناهج والخطط التدريبية وکذا المتابعة والتقويم المستمر لبرامجه - الاهتمام بالبنية المدرسية والأعداد والتأهيل الجيد لعضو الهيئة التدريسية الزراعية.