يمثل الحرم الجامعي التعبير المادي والمکاني لتلک المؤسسة التعليمية " الجامعة" فهو الذي ينتج القوى العاملة المهرة والمتعلمة والمدربة الى سوق العمل لتلبية احتياجاته من کافة التخصصات وذلک لتحقيق التنمية والنهوض بالبلاد، والجامعة مکون رئيسي من مکونات المدينة، وفي الآونة الأخيرة نجد زيادة الطلب على التعليم الجامعي وزيادة أعداد الطلاب بالجامعات مما أدى الى تکدس وازدحام الجامعات بالطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس بالإضافة الى قلة أعداد الجامعات والتوسع في انشاء جامعات خاصه کثيرة تخدم أعداد محدودة وشريحة معينة من المجتمع بالإضافة الى التوزيع المتمرکز لتلک الجامعات في بعض الاقاليم وندرة تواجدها في اقاليم أخرى، بالإضافة الى وجود نوعية واحدة من الجامعات وهي الجامعات التقليدية وعدم تنوع الجامعات بالبلاد بالرغم من تعدد خصائص الإقليم وتباينها مما يؤدي الى عدم تلبية احتياجات سوق العمل من الخريجين الذين يستطيعون مواکبة التطور التکنولوجي الهائل لاسيما في العشرة سنوات الأخيرة. وتحکم الجامعة علاقات عديدة مع مدينتها يعبر عنها من خلال مجموعة من العلاقات التفاعلية بينهما في المحاور الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية والمکانية والبصرية وتحددها مجموعة من المؤشرات والمعايير من خلال التأثير المباشر للجامعة على المدينة.
وفي إطار تحديد الجانب العمراني لتأثير الجامعة على تنمية المدن واختيار التشکيل العمراني کعنصر حاکم داخل المنظومة العمرانية بالمدينة وبيان مدى تأثير الجوانب الوظيفية والمکانية على التشکيل العمراني ومن ثم تحديد المدخل المقترح لتلک العلاقة بين الجامعة وعناصر التشکيل العمراني بالمدينة تم اجراء هذه الدراسة بهدف تحديد مجموعة من المؤشرات القياسية لعناصر التشکيل العمراني وتحديد مدي قياسها لتقييم تلک المؤشرات لعناصر التشکيل العمراني وذلک لتحديد المدخل المقترح لقياس تأثير الجامعة علي عناصر التشکيل العمراني للمدينة .وقد تم اختيار جامعة المنصورة کحالة للجامعات المصرية لتطبيق ذلک عليها.
وأوضحت النتائج ان للجامعة تأثير واضح على عناصر التشکيل العمراني للمدينة وان حجم هذا التأثير ليس ثابتا ويختلف حسب نمط الجامعة وعلاقتها بمدينتها وانه بتغير أحد متغيرات التأثير للجامعة يکون هناک تأثرا مختلفا ومردودا على عناصر التأُثر في التشکيل العمراني. وقد أتضح من الدراسة وجود تأثير واضح لعلاقة التشکيل العمراني بالعلاقة التبادلية بين الجامعة ومدينتها ولذلک فان زيادة کفاءة ذلک التشکيل العمراني يؤدي لإحداث توازن في تلک العلاقة التبادلية من خلال تقليل التأثير السلبي لإنشاء الجامعات وعلاقتها بالتشکيل العمراني للمدينة ومن ثم تحسين أداء کل منها.