تعاني منطقة جنوب سيناء - وکما هو في معظم المناطق الصحراوية - من الأخطار والمشکلات التي تسببها السيول التي تجرى بين الحين والأخر في أودية المنطقة التي يترکز فيها في نفس الوقت أشکال العمران و أوجه النشاط البشري لسکان المنطقة. ويعتبر وادي فيران نموذجا فريدا لمثل هذا الوضع، حيث جرى عددا من السيول التي اختلفت في حجمها Magnitude، ومدة جريانها Duration ، وتميزت بعدم إنتظامها وعشوائية حدوثها ووقوعها زمانيا ومکانيا و حتى عشوائية خصائص الجريان فيها. وقد أدى جريان هذه السيول إلى تدمير أجزاء ومقاطع کبيرة من الطريق الحيوى والرئيسي الذي يربط بين وسط جنوب سيناء وغربها، ويربطها مع باقي أرض مصر، کما خربت ودمرت الکثير من أشکال العمران والتنمية و النشاط البشري الممتدة على طول باطن الوادي الرئيسي على جانبي الطريق، أو عند مصبات الروافد، ونقاط إلتقاء مجاري الشبکة، مما يسبب خسائر إقتصادية کبيرة.
وبالاضافة إلى ما تسببه السيول من أخطار ومشاکل ، فإنها في ذات الوقت تمثل هدر وضياع لأحد أهم موارد ومصادر المياه في منطقة صحراوية قاحلة تحتاج إلى کل نقطة مياه للشرب والزراعة والرعي وغيرها من الأنشطة التي تتطلبها الظروف البيئية ، وتتطلبها بشدة عمليات التنمية المستدامه المقبلة عليها المنطقة وسکانها. وعليه فإن مثل هذه الظروف تفرض ضرورة بحث کيفية تحديد وتقنين و إدارة ومعالجة هذه القضية ، و أن يتم ذلک من خلال إستخدام أحدث الأساليب العلمية والطرق البحثية بغرض التعرف على خصائص وسلوکيات السيول، و إقتراح طرق و أساليب الحماية المناسبة من أخطارها ، وکيفية إستغلال مياهها بطريقة مثلى.
ونظرا لتعدد أساليب وطرق ومناهج دراسة السيول ؛ مما يؤدى إلى تغير النتائج ، و إختلاف طرق تناول المشکلة ؛ وعليه فإن هذه الدراسة تحاول التوصل إلى طريقة بحثية مثلى ، و إطار نموذجى، يمثل عونا للعاملين والباحثين و الدارسين في هذا المجال ، أوتکون على الأقل نقطة إنطلاق نحو هذا الهدف.