هدف البحث إلى دراسة الغايات التربوية البنائية وأساليب تحقيقها في الآيات القرآنية المختومة بـصيغة الرجاء (لعلکم ـ لعلهم)، ودلالاتها التربوية، إذ بلغت جميع الغايات (15) غاية، سبع منها کغايات بنائية، وهي: (التفکر، والتعقل، والتذکر، والتفقه، وتصحيح المسار، والتضرع، والکف)، وست کغايات وسطى، هي: (التقوى، والهداية، والحذر، والشکر، والإسلام، والإيمان بلقاء الله)، وغاياتان نهائيتان، هما: (نوال الرحمة، والفلاح)، واقتصرت الدراسة على الغايات السبع البنائية.      وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج، من أهمها: أن لکل غاية من هذه الغايات مجموعة من الأساليب التي وردت بالآيات تسهم في تحقيقها، بلغت ستةً وعشرين أسلوبًا، منها ما هو مشترک بين أکثر من غاية، ومنها ما هو مختص بغاية ما، وتمثلت الأساليب المشترکة في أحد عشر أسلوبًا، هي: وجود معلم ومنهج ـ توافر محتوى يتسم بـ (البصيرة ـ التمام ــ  الهدى ـ الرحمة ـ التيسير) ـ توضيح الآيات (تبيين ـ تفصيل ـ تصريف ـ توصيل ـ تجريب) ـ الإنذار والوعيد ـ الثواب والعقاب ـ الوعظ ـ الوصية ـ ضرب الأمثال ـ التقوى ـ الطاعة والاتباع ـ العبادة والبر، وأکثر الأساليب المشترکة في تحقيق الغايات، هو أسلوب (توضيح الآيات بتبيينها وتفصيلها وتصريفها وتوصيلها وتجريبها)، إذ جاء سبع عشرة مرة باعتباره أسلوبًا مشترکًا مسهمًا في تحقيق (8) غايات تربوية، هي: التذکر، والتفقه، والتعقل، والتفکر، وتصحيح المسار، والتقوى، والهدى، والإيمان بلقاء الله.       وتوصي الدراسة أن يکون الترکيز في إعداد المناهج والکتب الدراسية على التعليل وبيان الفوائد والتوظيف الحياتي، حتى يکون هذا مسهمًا في تربية (العقل) على مهارة (التعقّل)، وضرورة الاهتمام بتدريب المعلمين على کفايات (التبيين)، وأهمها: الفصاحة والبيان وامتلاک الثروة اللغوية التي تکفيهم لتوضيح الدلائل والمعارف وغيرها، وأن ترکز نظم التربية والتعليم في مرحلة الطفولة على إتقان الطفل لغة التعلم وفهمها باعتبارها أداة التعلم، دون أن يتم إضعافها بتداخلها مع لغات أخرى، وأن يکون لکل شهادة من الشهادات (مدة صلاحية) لا ينتقل المتعلم للأعلى منها بعد انقضاء المدة، إلا إذا اجتاز اختبارًا للتأکد من تذکره وفهمه لما درسه، وأن يشتمل المحتوى التعليمي على خصائص (البصيرة ـ الهدى ـ الرحمة ـ التيسير)، وضرورة أن يکون معلم اللغة من أهلها، لتتحقق خاصية (التيسير) فتتحقق غاية (التذکر).