عرف الفن دوماً أنه فعل وممارسة إبداعية، ويحمل طابعاً إنسانياً متميزاً على مر العصور المتعاقبة، فهو مرأة عاکسة للواقع الذي يستمد منه الإنسان متطلباته ووفق تذوقه الجمالي، ويحمل المرتکزات الثقافية التي أخذ منها الفنان خزين صوره التي تتمثل بالرموز البيئية. ويعد الفن الجداري من اهم الفنون التي عرفها الإنسان البدائي القديم بداً من تجسيد کل ما يمر به ويتعرض له في حياته اليومية على جدران الکهوف من مواضيع بأبسط الأدوات المتاحة تعبيرا عما يجول في خاطره، .... ومروراً بجداريات الفن المصري القديم التي تعد عملاً توثيقياً لتلک الحقبة التاريخية الغنية بعناصرها ومفرداتها وقيمتها الفنية وتنوعها ما بين النحت البارز والغائر والجداريات التصويرية .... وانتهاءً بالجداريات التي يشهدها العالم بغية التواصل، وتطرح الجداريات تراث الشعوب وتاريخها وفکرها فهي تحمل رسالة ثقافية من جانب وجمالية من جانب آخر. ونتيجة لغياب الطابع الجمالي عن المسطحات الجدارية لأسوار المؤسسات الحکومية کانت الحاجة إلى الجداريات التصويرية لتجميل تلک المسطحات بالعناصر والمفردات التي تجمل صفة الأصالة والهوية المحلية لتنمية الذوق الجمالي والبصري والانتماء للمکان والوطن. وتلخصت مشکلة البحث في التساؤل التالي: - هل يمکن تقديم مقترح لتشکيل جداريات تصويرية مستوحاة من الفن المصري القديم لتجميل أسوار بعض المدارس ضمن مبادرة حياة کريمة؟