يهدف هذا البحث إلى دراسة خطابي الأبوة والبنوة في شعر المعتمد بن عباد من الناحية التداولية، وترکز الدراسة – هنا – على نظرية الأفعال الکلامية التي وضعها الفيلسوف البريطاني جون أوستين، وأسس لها تلميذه الأمريکي سورل في حديثهما عن الأفعال التي تحدث إنجازًا وتأثيرُا في المتلقي. ومن ثم يهتم البحث بدراسة کل من: الإخباريات، وهي: تلک الأفعال التي تهتم بنقل الواقع نقلًا أمينًا، حيث تکمن قدرتها الإنجازية في حمل المتلقي على تقبل الخطاب من خلال شعوره بصدق المنشئ، والتوجيهيات، وهى: الأفعال التي تعبر عن طلب المخاطِب من المتلقي للقيام بفعل ما، وتتحدد إنجازيتها في التوجيه تجاه الفعل، والالتزاميات، وهى: تلک الأفعال التي يلتزم فيها المخاطِب أمام المتلقي بالقيام بفعل ما، حيث يتمثل غرضها الإنجازي في الالتزام بتحقيق الفعل المنطوق تحديدًا، والتعبييرات، وهي: تلک الأفعال التي تعبر عن المشاعر والمکنونات الداخلية، ويتمثل غرضها الإنجازي في التعبير عن موقف نفسي ما لدى الشاعر ، وکذلک الإعلانيات، وهي التي تعبر عن إحداث تغيير في موقف ما يقصد إظهاره الشاعر.
ويقف البحث عند تداولية تلک الأفعال في شعر المعتمد من خلال قصيدتين من قصائده: الأولى يتجلى فيها خطاب الأبوة؛ حيث يوجه الشاعر (المعتمد بن عباد) حديثه إلى ابنه الأمير الراضي، بينما تعبر القصيدة الثانية عن خطاب البنوة؛ حيث يوجه فيها الشاعر حديثه إلى والده المعتضد بالله.
وقد اعتمدت الدراسة على معطيات المنهج التداولي في دراستها لهذه الأفعال الکلامية