قد شهدت السنوات الأخيرة تضخما متزايدا لنسبه الابحاث والدراسات المتناولة لجسم الانسان حيث يعتمد الحضور الفعلي للجسم الانساني کماده للإبداع البصري ومن هنا کان لابد من الاستفادة من جماليات خلق الله عز وجل في حياتنا اليومية من خلال التصميمات الفنية، کذلک اطلاع الفنان على العلوم يتيح له رؤى متنوعه تجعل لدي الفنان حساسيه من حيث ادراک الاشکال والمعاني  ويقول الله سبحانه وتعالي في کتابه العزيز ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾(سورة التين ايه 4)
والفنان بطبيعته يبحث عن کل ما هو جديد ومعاصر ويستلهم اعماله الفنية مما حوله في الطبيعة فتحرک ادراکه البصري الحسي ، والخامة هي الأداة التي تلعب دورا هاما في تحويل فکره الفنان لتصبح شيئا ملموسا للمتلقي.
وليس ضروريا ان يکون المصمم رؤيته بشکل مباشر فهو يکون مخزونه البصري لکل ما يراه ثم يعيد استرجاع کل المعطيات التي تخدم عمله الفني.
واشارجلفوردالىان التصميم اواي عمل ابداعي هو عمليه اشتقاق حلول مبتکره من المخزون المعرفي لمواجهه متطلبات الموقف المشکل اعتمادا على تعاقب وتزامن من العمليات المعرفية بدا بالانتباه وانتهاء بالتقويم  فان هذه الحلول تختلف من فرد لأخر ويرجع ذلک انابداع المنتج واختياره انما ينعکس على الاسس الفنية التي تدفع الفنان الکامن داخل کل فرد الىان يعبر عن نفسه سواء بإبداع او اختيار طرق خاصه تختلف من فرد لأخر
مما سبق تتضح مشکله البحث حيث لوحظ ان کثيرا من الاتجاهات الفنية يتناولون الجسم الانساني في التصميم بشکل سطحي عندما يتعاملون مع الانتاج الفني دون الترکيز على تناول جسم الانسان من منظور داخلي ولذلک فان هذا البحث يسعي الى تناول واعي للتعبير عن خلايا الجسم الانسانيوالابداع في خلقها للاستفادة منها في اثراء ماده التصميم وتوضيح دلالاتها التعبيرية ليسهلعلى المتلقي والمصمم معايشه فنون عصره المتطورة مما يساعده على تکوين عمله الفني وتوسيع مفاهيمه الإدراکية ومساعدته على التأمل لأبعد الحدود ، ومن العلوم التي تکون ماده للاستلهام عند التشکيل هو علم الشکلMORPHOLOGY الذي يهتم بالتکوين والترکيب البنائي الشکلي والوظيفى للکائنات الحيه او احد اعضائها والتکوين الخلوي لها حيث تشمل علوم المورفولوجيا موضوعات مثل علم الخلية و علم الأنسجة وهو ما يمکن ان يوحي للمصمم بالکثير من الافکار التصميمية، فرؤيته للمدرکات الشکلية والتي لا يستطيع ان يراها بالعين المجردة ولکن يراها تحت المجهر يتيح له التنوع في الاشکال التي يراها بفضل التکنولوجيا فالطبيعة غير المرئية التي نراها تحت المجهر تبين مزيدا من الاسرار ، والطبيعة تعد مدخلا لتعلم الفن  ،ومنها عرف الفنان الايقاع في الخطوط  والانسجام في الالوان والتنوع في تکوين الاشکال  فما بها من ثراء لوني وشکلي يعطينا مدخلا ثمينا للحصول على قيم تصميميه مختلفة. ومما سبق يمکن التوصل الي بعض النتائج والتي توسع رؤية المصمم للمدرکات البصرية من خلال ما تحمله اشکال خلايا جسم الانسان من قيم جمالية تصلح کمصدر لأعمال تصميمية معاصرة .