من خلال متابعة إتجاهات مابعد الحداثة تظهر ضرورة إعادة التفکير فى قناعاتنا حول ماهية الفن الأصيل، وإعادة التفکير فى المقولات الفنية التقليدية التي أدت إلى التميز بين "الفنون الجميلة" و"الفنون التطبيقية" بل اعتبرت موضوعات "الأنماط الهندسية والتزهير والتوريقات النباتية" فى الفن مجرد نقوش زخرفية، تخص "الفن التطبيقى" أو تعتبر أحد منتجات "الحرف التقليدية" فلا ترقى إلى مستوى الفن الذى يعبر عن شخصية الفنان، ويجسد رؤيته الإبداعية المتفردة، لأن کل المطلوب من المنتج التطبيقى هو تحقيق شروط الملائمة الوظيفية فى الحياة العملية.ففي مفهوم مابعد الحداثة إکتشف الفن المهمش واستعاد له المکانة اللائقة به، فأعطى للتشکيلات الهندسية والزهور والمنظر الطبيعي مکانتها، وحلت قضية الثنائية المتنافضة بالتعادلية والتعايش بين ماهو وظيفي وما هو جمالي.لذلک يتناول البحث تحليل المحتوي النقدي لبعض الآراء الفکرية والفلسفية عبر العصور للمفهوم الجمالي للحرفة والفن الجميل والکشف عن المفهوم الجمالي لتجاوز الثنائية المتناقضة "الفن الجميل والتطبيقي" في مختارات من أعمال الفن، للکشف عن أبعادها المفاهيمية وإعادة رؤيتها بمفهوم مابعد الحداثة، واستخلاص ما تعکسه من قيم ومعايير لتکون منطلقا لأحکامنا الجمالية.