مقدمة:  يشهد العالم ثورة معلوماتية هائلة على جميع القطاعات، ولا سيما القطاعات التعليمية، مما يؤثر على ثقافة وخبرات المعلمين والمتعلمين وجميع المستفيدين من العملية التعليمية، کما أتاحت تکنولوجيا المعلومات والاتصالات الانفتاح على نافذة العالم من خلال شبکة الانترنت وشبکات التواصل الاجتماعي وغيرها من التطبيقات التي تتيح التواصل وتبادل الخبرات والثقافات بين المتعلمين حول العالم، بما ينعکس على تطور المناهج الدراسية وطرق تدريسها وتکامل المناهج الدراسية مع بعضها البعض بطرق أکثر فائدة ونفع للمتعلمين.  وتعد أهداف تدريس العلوم في ضوء الاتجاهات الحديثة هي اکتساب الطلبة المعرفة العلمية وتنمية قدراتهم العقلية وتفکيرهم الابداعي وتلبية حاجاتهم والاهتمام بميولهم وتنمية اتجاهاتهم العلمية ومهاراتهم اليدوية وغرس روح الايمان بعظمة الخالق وتقدير نتاجات العلماء الذين ساهموا في خدمة الإنسانية (السامرائي، 2005، 32-33). ومن أهدافه ايضا مساعدة الفرد على التکيف الناجح الايجابي مع بيئته الدائمة التغيير وذلک عند مجابهة الفرد لعناصر مستجدة في حياته وکذلک يجب ان يوجه تدريس العلوم بحيث يسهم في حل مشکلات المجتمع للنهوض به ولرفاهية أفراده (أحمد الفنيش ومصطفى زيدان محمد، 2000، 298-300).  ولم يعد هناک خلاف على أهمية تعليم المفاهيم وتعلمها، إذ تؤکد الأدبيات التربوية في هذا الصدد أن المفاهيم العلمية تعد لحمة المعرفة العلمية وسداها فهي التي تکسب المعرفة العلمية مرونتها وتسمح لها بالتنظيم (عبد الله محمد خطايبة، 2008، 39). وهي صورة ذهنية تتکون من خلال خبرات او مواد دراسية متتابعة والمنهج يتألف من مفاهيم متدرجة يتلقاها الطلبة في صفوفهم المختلفة على التوالي، بحيث ينمو المفهوم تدريجياً لان المفاهيم تمتاز بانها تنمو بشکل مستمر ومتدرج فکلما اکتسب المتعلم خبرات جديدة أصبح المفهوم أکثر عمقاً وشمولاً (توفيق مرعي ومحمد محمود الحيلة، 2009، 137). ان تعليم المفاهيم له أهمية کبيرة لأنها تقع في مرکز البنية المعرفية لدى الانسان فهي تقع فوق المعلومات والحقائق، وتحت المبادئ والقوانين، فهي تتکون من لبنات الحقائق، وتشکل اوسع عنصر في مکونات النظام المعرفي الانساني لذلک فان النجاح في تعليمها للطلبة من خلال المنهج الدراسي يعني ان الطلبة سيملکون70% من النظام المعرفي وهذه تشکل أکبر نسبة من حجم النظام المعرفي (محسن علي عطية، 2008، 264).