إن مرحلة الطفولة المبکرة من أهم المراحل في حياة الإنسان، يتکون خلالها مفهومه عن ذاتها، وتتشکل فيها شخصيته ومهاراته الاجتماعية التي تمکنه من التعامل مع الآخرين في مجتمعه بفاعلية، لذا فمن الطبيعي أن تحظي تلک المرحلة باهتمام کبير من الدولة، والمؤسسات والهيئات التي لها علاقة بالتربية والمجتمع.
وقد اهتمت الدول المتقدمة بطفل ما قبل المدرسة لإثراء خبرته بإکسابه العديد من الخبرات من خلال الأنشطة المختلفة، وللفنون المستخدمة داخل الروضة لها دور فعال في تنمية شخصية الطفل وتوسيع مدارکه والکشف عن طاقاته الذاتية وغرس القيم في نفسه مما يستلزم رعاية النشء منذ حداثتهم وتنشئتهم تنشئة صالحة؛ حيث أن للقيم دورًا هامًا في حياة الفرد لأنها من الدوافع التي تحرک سلوکه وتحدد نوعية العلاقة بينه وبين أفراد المجتمع الذي يعيش فيه؛ يتعلم الفرد هذه القيم من خلال تفاعله مع البيئة الاجتماعية في مواقف الاختيار والمفاضلة، وتستمد من مصادر متعددة مثل الدين والمعتقدات والتراث والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية وتنمو القيم من خلال خبرات الفرد المتجددة (مي أمين، 2012، 22).
وتسهم أنشطة فنون الأداء کمدخل تعليمي في مجال العلوم التربوية الأخرى بصورة فعالة، نظرا لجاذبية أنشطتها بالنسبة للأطفال، ومن خلالها يمکن الربط بين اللعب وکل مجال من مجالات التعلم مثل اللغة، الرياضيات، العلوم، الدراسات الاجتماعية، وذلک بشکل تلقائي لا افتعال فيه (أمل القداح، 2012، 303).