أخذ موضوع الذاتوية إهتماما کبيرا فى السنوات الأخيرة على المستوى العربي والعالمي ،فإزدادت الأبحاث فى هذا المجال کما ونوعا ،کما رافقها تطور فى البرامج والخدمات ،وأخذت الأبحاث ترکز بوضوح على الجوانب السيکولوجية للأطفال الذاتويين ،لما لها من تأثيرات کبيرة مباشرة وغير مباشرة على الأطفال وأسرهم ،ولذلک بدأت الدراسات الإرشادية والنفسية بالترکيز على تقديم الخدمات للأسر بدلا من الترکيز على الأطفال الذاتويين فقط .
فالذاتوية تترک تأثيرها فى مختلف جوانب حياة الطفل الذاتوي مسببه ضغوطا تفرض عليه إستراتيجيات خاصة للتکيف معها ،وليس هذا بالأمر السهل ،فعدم القدرة على التکييف مع الذاتوية قد يسبب ظهور إستراتيجيات تکيفيه لا تتوقف عند الطفل فقط بل تمتد لتترک آثارا سلبية على أسرته بشکل عام فتتولد لديهم ضغوط نفسية عديدة مما ينخفض مفهوم الذات لديهم ،حيث يصنف إضطراب الذاتوية بأنه من بين أکثر الإضطرابات النمائية التى تسبب ضغوطا نفسية مرتفعة لأسرهم وإنخفاض مفهوم الذات لديهم ،کما تعتبر الذاتوية من أکثر الفئات صعوبة وشدة وتأثير على الآباء لما لها من ضغوط نفسية کبيره على الوالدين .