بات من الضرورى مسايرة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من الأطفال لأساليب وطرق التعلم الحديثة، خاصة تلک التى تستند إلى طريقة عمل الدماغ وآلياته فى اکتساب المهارات، کنظرية الذکاءات المتعددة وغيرها؛ حيث إن التعليم الذى يهتم بالطريقة الأفضل لتعلم الدماغ يشکل ثورة فى ميدان التعلم والتعليم الحديث، ويساعد على الوصول إلى کل المتعلمين من مختلف الشرائح بشکل أفضل وأکثر فاعلية.
و"إستراتيجية التعليم حول العجلة"، التى يبسطها هذا البحث إحدى هذه الإستراتيجيات التى يجدر تطبيقها والاستفادة منها فى مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتوظيفها يقوم على استثمار المستجدات العلمية الحديثة لکلا الاتجاهين؛ (التربوى والنفسى من ناحية، والاتجاه العصبى من ناحية أخرى)، فى سبيل تسهيل عملية تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وسبل تعلمها واکتسابها.
ويحاول هذا البحث أن يثبت أن تلک النظريات تؤکد بأن متعلم اللغة قادرعلى أن يتعلمها، وأن استعمال المتعلمين وکذلک معلمى اللغة لأساليب وأنشطة الذکاءات المتعددة، وإستراتيجيات التعلم حول العجلة تمکن المتعلمين من تعلم اللغة بطريقة ناجحة وممتعة مقارنة بالطرق التقليدية. وحرصا على تحقيق تلک الغايات النوعية يقدم هذا البحث العديد من النماذج العملية والتطبيقات التى تبرهن على إمکانية تطبيق تلک الإستراتيجية بکل يسر وسهولة بحيث تتحقق فکرة الصف اللغوى الذى يتعلم جميع طلابه.