تميز العصر الحالي بتطور هائل في تطبيق العلوم المختلفة وما أحدثته الثورة الصناعية وتقدم الآلة في حياة الإنسان أدي إلي تسهيل الأعمال البدنية وقلة الحرکة مما يترتب عليه نقص کفاءة أجهزة الجسم المختلفة، والعديد من الأمراض علاوة علي إحتمالات ظهور بعض التغيرات الفسيولوجية والتي تؤثر علي الکفاءة الصحية لکبار السن مثل هبوط في کفاءة القلب والرئتين، وکذلک معدلات الدفع القلبي ومعدل إستهلاک الأکسجين وانخفاض السعة الحيوية بنسبة 18: 22% بعد سن الخامسة والأربعون ويصل الإنخفاض إلي 30% في سن الستين، کما أنه مع التقدم في السن تفقد الأوعية الدموية کثيراً من مطاطيتها وتصبح أقل قدرة علي التمدد، ويزيد ذلک المقاومة الطرفية مما يؤدي إلي إرتفاع ضغط الدم، وهبوط مستوي اللياقة البدنية وبالتالي تقل القدرة علي تلبية متطلبات الحياة اليومية الضرورية (10) .
ويشهد العالم تزايداً ملحوظاً في عدد المسنين حيث تشير الاتجاهات الديموغرافية الحالية إلي إحتمالات زيادة عدد المسنين بسرعة أکبر سواء في بلدان العالم المتقدمة منها والأقل تقدماً، وعلي الرغم من إختلاف تحديد بداية المسن في بعض الدول إلا أن هناک شبه اتفاق بأن المسنين هم الذين يصلون لسن الستين فما فوق في الدول العربية و65 فما فوق في الدول الأخري، وعادة ما يکون هذا السن بداية ضعف أو تدهور الحالة الصحية العامة وينعکس ذلک علي الناحيتين النفسية والاجتماعية والفسيولوجية للفرد کما تظهر تغيرات في الخلايا والانسجة ووظائفها (40).