يشهد العالم تحولات وتغيرات عديدة أثرت على عالم الأعمال ، وأعادت تشکيل ملامحها نتيجة للتهديد العالمي الکارثي لفيروس کورونا المستجد ، في ظل ثورة کبيرة في الاتصال والتکنولوجيا ، وزيادة حدة المنافسة على المستويين المحلي والدولي . وقد واکب ذلک ظهور مفاهيم إدارية معاصرة لتتماشى مع هذه التغيرات ، من هذه المفاهيم مصطلح التسويق الداخلي. في الوقت الذي يرکز فيه التسويق التقليدي على عمليات التبادل بين المنظمة والمستهلک ، وأن طبيعة الدور الذي يلعبه العاملين بالمنظمة فى تحديد مستوى جودة الخدمة ومدى رضاء العميل عن العرض التسويقي قد وجه النظر إلى شکل آخر من أشکال التبادل، وهو ما يمکن أن يتم بين المنظمة والعاملين بها.
ونظراً للسمات الخاصة التي تنفرد بها الخدمات ، فإن الطرق التقليدية لتسويق تلک الخدمات قياسا لممارسات التسويق الخارجي تعتبر ذات فعالية محدودة عند تطبيقها على السلع المادية، حيث أن أداء العاملين في مجال الخدمات يمثل المنتج الذي يشتريه العميل الخارجي وأحد الوسائل الرئيسية التي تستخدمها المنظمة لتحقيق التميز في السوق، لذا ظهر مفهوم تسويقي حديث يهتم بالعاملين داخل المنظمة سمى بالتسويق الداخلي