إن التنشئة الاجتماعية تعني ضبط العلاقات من خلال تحديد الأدوار و الحقوق و الواجبات، فعملية الضبط الاجتماعي مهمة جدا في عملية الإقناع، و أثبتت تطور العلوم الإنسانية أن وسائل الإعلام يتعرض إلى تأثير عوامل أخرى مرتبطة بالتنشئة الاجتماعية، تجسدت هذه الفکرة من خلال ما توصل إليه الباحثون بناءا على فکرة أن الطاقة الاستيعابية للفرد لا يمکنها أن تستوعب الکم الهائل من الرسائل التي يتعرض لها يوميا، فهو لا يدرک کل ما يتلقاه بل ينصب تفکيره على إدراک و فهم الرسائل التي تحتوي على مفاهيم تهمه أو على الأقل هو في حاجة إليها، فالمواضيع لا تفرض على المتلقي و إنما يختار ما يريد و يترک ما لا يحتاج إليه، و منه السعي إلى اختيار العلاقة بين الأجزاء الصغيرة و الکبيرة، في نظام التنشئة الاجتماعية لمحاولة فهم سلوک کل جزء و توضيحه في ضوء و طبيعة العلاقة بين عناصر النظام ککل، و بما أن الإعلام جزء من هذا النظام الاجتماعي فإن النظرية تنظر إليه من منطلق العلاقة التي يبنيها الأفراد مع وسائل الإعلام.
يعتبر النظام الإعلامي مهما للمجتمع و تزداد درجة اعتماده عليه في حالة إشباعه لاحتياجات الجمهور، و نقل درجة اعتماده على النظام الإعلامي في حالة وجود قنوات بديلة للمعلومات، و على اي حال فان اعتماد الأفراد على وسائل الإعلام يعد جزءا من الاعتماد المتبادل بين وسائل الإعلام و النظم الاجتماعية، و الذي يشکل بدوره علاقات الجمهور مع وسائل الإعلام.