يتمثل الهدف الرئيس لهذه الدراسة في قياس أثر الثالوث المظلم (الميكافيللية-النرجسية- السيكوباتية) كسمات شخصية على اتجاهات المحاسبين نحو الإفصاح عن مخاطر الأمن السيبراني. لتحقيق هذا الهدف قام الباحثان بإجراء دراسة شبه تجريبية على عينة من المحاسبين العاملين لدى بعض البنوك الكبرى في جمهورية مصر العربية، وقد بلغ حجم العينة النهائي 101 محاسب، وقد تم تحليل بيانات الدراسة إستناداً لأساليب الإحصاء الوصفي، والإنحدار الخطي بطريقة المربعات الصغرى OLS Regression. وقد توصل الباحثان لوجود تأثير معنوي للثالوث المظلم على اتجاهات المحاسبين نحو الإفصاح عن مخاطر الأمن السيبراني، وقد اتضح هذا التأثير عند فحص الميكافيللية والنرجسية، حيث أكدت النتائج على تزايد درجة قبول المحاسبين للإفصاح عن مخاطر الأمن السيبراني، كلما زاد مستوى الميكافيللية والنرجسية كسمات شخصية لديهم، في نفس الوقت يقترن هذا القبول بنغمة إفصاح إيجابية ومحاولات أكبر للتلاعب عند الإفصاح عن مخاطر الأمن السيبراني، في محاولة منهم لإخفاء الجوانب السلبية والإفصاح بشكل أكبر عن النواحي الإيجابية وإظهارها لمستخدمى المعلومات. لذلك، تم قبول الفرض الأول (H1) والثاني (H2) للدراسة. أما بخصوص السيكوباتية فلم يُلاحظ الباحثان أي تأثير معنوي لها على اتجاهات المحاسبين نحو الإفصاح عن مخاطر الأمن السيبراني، وترجع تلك النتيجة لإنخفاض مستوى السيكوباتية لدى عينة الدراسة وهو ما اتضح عند إجراء إختبار One Sample t-test، فقد إنخفض متوسط مؤشر السيكوباتية عن القيمة المحايدة "3" على مقياس ليكرت الخماسي بشكل معنوي. لذا، تم رفض الفرض الثالث للدراسة ((H3. تُعد نتائج هذه الدراسة مفيدة للباحثين والمستثمرين ومراقبى الحسابات والجهات التنظيمية، وغيرهم من أصحاب المصالح الآخرين حول الآثار السلبية المحتملة للثالوث المظلم كسمات شخصية على اتجاهات المحاسبين نحو الإفصاح عن مخاطر الأمن السيبراني.