لکي تستطيع أي منشأة التنافس في بيئة عمل سريعة التغيير، عليها أن تکون قادرة على استشعار التغيير والتنبؤ بما هو قادم، والاستعداد له، بل والاستجابة بسرعة ومرونة، وقراءة التغييرات الموجودة في البيئة المحيطة بها، وأن تکون قادرة على استغلال الفرص وتحسين أداءها؛ لذا تحتاج المنشآت بطريقة متزايدة إلى تعزيز القدرة على الاستجابة بشکل استباقي للتغيرات المتزايدة في الأسواق التنافسية العالمية من خلال تقييم المعاملات السابقة مع العملاء، وتتبع العلاقات الحالية، والبحث وإجراء الاستفسارات على أمل التنبؤ والکشف عن الفرص المستقبلية: ومن ثٌم بدء الحديث عن مفهوم حديث في إستراتيجيات الأعمال وهو المرونة وسرعة الاستجابة التنظيمية Organizational Agility، gility بمعني محدد تعني القدرة على الاستجابة السريعة والشاملة للتحديات والتغيرات غير المتوقعة، واستغلال الفرص وتقبل التغيير من أجل ضمان الاستمرار والنمو.  الا أن الباحث وجد ندرة في الدراسات التي تتناول دور ممارسات المحاسبة الادارية الاستراتيجية في تحقيق المرونة و سرعة الاستجابة التنظيمية وأثر التکامل بين قدرات تکنولوجيا المعلومات وممارسات المحاسبة الإدارية الإستراتيجية خاصة تلک المتعلقة بإدارة العلاقات مع الموردين والعملاء على تحسين المرونة و سرعة الاستجابة التنظيمية ومن ٌثم على تحسين القدرة التنافسية. لذلک کان الهدف من الدراسة الي بيان دور قدرات تکنولوجيا المعلومات وممارسات المحاسبة الإدارية الإستراتيجية [ في ظل افتراض وجود ثقافة تنظيمية وکفاءة إدارية داعمة للتغيير والتطوير] في تعزيز المرونة و سرعة الاستجابة التنظيمية للمنشأة کمتغير وسيط وانعکاس کلًّ منهما على تحسين القدرة التنافسية. وفي سبيل تحقيق هدف الدراسة تم عمل دراسة تجريبية لغرض اختبار فروض الدراسة وتوصلت النتائج إلى أهمية قدرات تکنولوجيا المعلومات وممارسات المحاسبة الادارية الاستراتيجية حيث يعدان من أهم الموارد الداعمة للمرونة وسرعة الاستجابةوسرعة الاستجابة التنظيمية؛ لإتاحة الفرصة للتعرف على أهم التغيرات أو المستجدات في البيئة المحيطة في أقصر وقت ممکن، من خلال تحقيق الاتصال الفعال من ناحية وبناء إستراتيجية متماسکة ومتکاملة من خلال ما توفره ممارسات المحاسبة الادارية الاستراتيجية من معلومات لفهم العلاقة بين التکلفة وتوليد القيمة من ناحية أخري.