أولى النحاة ظاهرة التأويل جُلّ عنايتهم لما فيه من بيانٍ لما يعتري بعض التراکيب من شوارد؛ إذ إنه يلج إلى البنية العميقة لتلک النصوص التي يخالف ظاهرها قواعد النحو في محاولة لتبرير الاختلاف بين ظاهر النص وأصل القاعدة. ولما کان للتأويل مظاهر عديدة من حذف ، وزيادة، وتقديم، وتأخير، وحمل على المعنى...وغير ذلک، فقد آثرت اختيار الحذف موضوعًا للدراسة لکونه من أکثر أساليب التأويل استخدامًا في النحو العربي فضلاً على کونه من أهم وسائل تبرير الخروج عن خط الإعراب عند النحاة.
ومشکلة البحث تتمثل في معالجته لمشکل إعراب شواهد الحماسة وذلک من خلال توجيهات ابن جني لتلک الشواهد بالتعويل على الحذف وتقدير لمحذوفات تتفق مع سياق النص ولاتتعارض مع قواعد النحو ؛لذا يهدف البحث إلى الکشف عن منهجية ابن جني في تأويل المعاني بما يحقق الانسجام بين النص والقاعدة، وتعرف  طريقة ابن جني في  تقدير المحذوفات لتأويل مشکل الإعراب ، مع بيان مواقف النحاة من تلک التأويلات، کذا يرصد البحث مواضع الحذف في کتاب التنبيه وتوجيهات ابن جني لکل موضع ، کما يقدم البحث مهادًا نظريا يسعى من خلاله إلى التنظير لمصطلحات التأويل والحذف والتقدير عند اللغويين .
m-rashad-ar@edu.dmu.edu.eg