Arabic excelled other Semitic languages by bestowing new meanings on the term (love), meanings that transcended the sensual aspects of the term. More importantly, the term (love) occupied a central position in the Arabic language, and it also underwent deep religious, spiritual, and philosophical developments. Quranic verses and Prophetic traditions left their impact at an early stage (in the first and second centuries after Hijra) on the formulation of the mystical language of love (the language of spiritual experience). It is worth noting that the rich and unique Arabic vocabulary enabled mystics to express the slightest shades of human emotions, related to love in general and divine love in specific. The etymology of the word love and its different derivations enjoy a central status in Arabic as well as in Sufism.
As such was born a new language never known to pre-Islam Arabs, a language distant from the dominant forms of Classical Arabic literature. It was the language of love (the language of spiritual experience to mystics), a language that emerged from the start without external cultural sources or influences in order to express the originality of the spiritual experience of Islam. Having undergone a certain development, such language of love as well as the spiritual experience it carries became the main component, and even the goal, of any work in Muslim Sufism starting from the 3rd Hijri century.
تميزت اللغة العربية عن مختلف اللغات السامية الأخرى بإعطائها معاني جديدة لکلمة (حب)؛ معاني متسامية عن الجوانب العاطفية الحسية، بل والأهم من ذلک أن کلمة (حب) وجدت مکانة مرکزية في اللغة العربية من ناحية، ثم خضعت لتطورات دينية وروحية وفلسفية عميقة من ناحية أخرى. ولقد أثرت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على تشکيل لغة الحب (لغة الخبرة الروحية) على صوفية الإسلام في مرحلة مبکرة (في القرنين الأول والثاني الهجريين). کما أن مفردات اللغة العربية الغزيرة والفريدة والمتميزة قد ساعدت المتصوفة على التعبير عن أدق خلجات المشاعر الإنسانية المرتبطة بالحب عامة، والحب الإلهي خاصة، فالجذر (ح- ب- ب) بمختلف مشتقاته له مکانة مرکزية في اللغة العربية عامة، وفي التصوف الإسلامي خاصة.
ومن هذا المنطلق تم ميلاد لغة جديدة؛ لغة لم تکن معروفة عند العرب قبل الإسلام، لغة بعيدة عن الشکلية السائدة في الأدب العربي القديم، ألا وهي لغة الحب (لغة الخبرة الروحية عند الصوفية)، لغة نشأت- في بدايتها- دون أي مصادر ثقافية خارجية، لتعبر عن أصالة التجربة الروحية في الإسلام.
وبتطور لغة الحب (لغة الخبرة الروحية) أصبحت هذه (اللغة) و(الخبرة الروحية) المکون الرئيسي- بل والهدف أيضا- لأي کتاب في التصوف الإسلامي ابتداءً من القرن الثالث الهجري، مما يجعل مجال هذا البحث واسع للغاية، لذلک فسنحاول في هذا البحث تسليط الضوء على بعض السمات الأساسية فقط، في محاولة رسم مخطط عريض للسياق التاريخي الذي قدمه الصوفية في هذا المجال، من خلال العناصر التالية:
- مقدمة.
- الحب في حرکة الزهد الأولى (القرنين الأول والثاني الهجريين/ السابع والثامن الميلاديين).
- بدايات الحب الخالص (القرن الثاني الهجري/ القرن الثامن الميلادي): رابعة العدوية.
- نحو تصوف الاتحاد: الحلاج.
- الحب في التصوف السني: الغزالي.
- الحب في التصوف الفلسفي: ابن العربي.
- الخاتمة.