نظرا لقيمة اللغة العربية عند أهلها ، والتصدي لأي تحريف أو لحن في استخدامها ، وحرصِ علمائها على تقويم استعمالها على مر العصور ، فقام عدد من العلماء بتأليف المعاجم اللغوية ، توثيقا لتراث الآباء ، ومرجعا نهتدي به عند الاختلاف ، وتنمية لما غاب عن الأذهان ، وحماية للغة من الضياع ،وقام آخرون بتتبع استعمال مفردات اللغة ،وتصحيح الأخطاء ،وبيان الفصيح والأفصح ،استنادا على المخزون اللغوي من کلام العرب الفصحاء ،ومن بين هؤلاء العلماء ابن قتيبة في أدب الکاتب ، والحريري في درة الغواص ، فقد قاما بتقويم غير الصحيح الوارد في استخدام العوام والخواص ، وبيان جهات القصور سواء أکأن في البنية أم الترکيب اللغوي ،أم الدلالة وفق مقاييس وضوابط وأصول .